وصف الكتاب:
يُعرّضُ هذا الكتابِ أحد الإطروحاتِ العديدةِ التى تُوْجَدَ في كتاب المعرفة الباطنية تأليف بوريس مورافيف. للمهتمين بالمسيحية الروحانية فان كتاب المعرفة الباطنية هو الأداةُ الثّمينةُ للنّمو والتّطوّرِ، فهو الشّرحُ المنهجىّ المتّكامل الأولُ للتّقليدِ المسيحيِ بلغة تتناسب مع عقليتنا ومفاهيمنا. ان الاطروحة المعروضة فى كتابنا قد أخذت من الفقرة التالية بمدخل كتاب المعرفة الباطنية: " لهذا فإنّ عبارة القدّيس بولس الشهيرة: الإيمان والرجاء والحبّ 1( إلى أهل كورنثوس، 13: 13)، تلخّص برنامجا واسعا يتعلق بارتقاء العلم البشرىّ. فإنّنا إذا فحصنا تلك العبارة في إطار النص الذي تقع فيه تبيّن لنا أنّ الحدّين الأوّلين مؤقتان في حين أن الثالث دائم. فالعبارة كانت - تبعا للرسول - لها معناها وقيمتها في العصر الذي قيلت فيه (يقول القديس بولس بالنص في الآية 13: "الآن".)،ولكن كان يجب أن يتطور مدلولها بمرور الزمان. وهو ما حدث فعلا وحدث في نفس الاتجاه الذي كان القدّيس بولس يتوقّعه. فإنّ العلم والمعرفة بصفة عامّة كان عليهما أن يحلاّ محل الإيمان والرجاء اللذين كانا عندئذ أعلى نمط من أنماط الفكر الذي تستطيع إدراكه أذهان العصر الذي كان بولس الرسول يلقى فيه بتعليمه. هذا وقد حقّق العلم والمعرفة منذ عصر بولس الرسول حتّى الآن تطوّرا لا مثيل له. بيد أنّه يضيف: "عندما أصبحت رجلا، تخلّصت ممّا كان طفليّا فيّ: هذا هو وصفه لكيفيّة الانتقال من الإيمان إلى المعرفة. ويعود فيوضّح القدّيس بولس بعد ذلك أنّ المعرفة وان كانت (مرحلة) لازمة للارتقاء، فهي ليست بالحالة النهائيّة، فإنّه لا يمكن أن يكون لها إلاّ طابع جزئيّ. ليضيف بعد ذلك: إذا ما يحلّ ما هو كامل، اختفي الجزئيّ. إنّ الكامل هو الحبّ الذي يحتوى في داخله على تحقيق تام".