وصف الكتاب:
تعتبر رعاية المعاقين من ذوى الاحتياجات الخاصة من المشكلات التى تواجه المجتمعات، إذ لا يخلو مجتمع ما من وجود نسبة لا يستهان بها بين أفراده من هذه الفئات، وتختلف المجتمعات فى تعاملاتها مع هؤلاء الأفراد باختلاف فلسفة كل مجتمع حيث تتدرج المعاملة بين الازدراء والقسوة ومحاولة التخلص منهم إلى الإشفاق عليهم ورعايتهم تحقيقًا لمبدأ تكافؤ الفرص بين الأسوياء. وتعتبر إعاقة الذاتوية (التوحد) من الاضطرابات النمائية وليست ضمن الاضطرابات الانفعالية والوجدانية وهى إعاقة ليست نادرة وتمثل نسبة لا يمكن تجاهلها، ولكنها لم تنل حظها من الاهتمام فى الدول النامية، فى حين أننا نجد اهتمامًا متزايدًا فى الدول المتقدمة.. وقد زاد الاهتمام نسبيًّا بهذه الفئة فى البلاد العربية خلال السنوات الأخيرة. ويعتبر تشخيص الذاتوية من أهم الصعوبات التى تواجه هذه الفئة لتشابهها مع فئات عديدة حيث يشير معظم الباحثين إلى قضية التشابه بين سلوك التوحد وسلوك اضطرابات أخرى مثل الإعاقة العقلية، وفصام الطفولة، والإعاقة السمعية، واضطراب الانتباه، واضطرابات التواصل.. كما أن السبب الرئيسى وراء هذا الاضطراب ما زال غير معروف.. وأن هذه الفئة تعانى العديد من المشكلات. ولأهمية الموضوع؛ أقدم هذا الإصدار من سلسلة ثقافة سيكولوجية للجميع من أجل تنمية وعى الآباء والمربين والجميع بتعريف الذاتوية (التوحد)، أسبابها، أعراضها، تشخيصها، مشكلات اللغة والتواصل لدى الطفل الذاتوى وتفاعله مع الآخر، خصائص هذه الفئة، الوقاية والعلاج من اضطراب الذاتوية.. إلى جانب العديد من الموضوعات المرتبطة بهذا الاضطراب. وأدعو الله أن أكون قد وفقت فى عرض هذا الموضوع.. وأن ينتفع به الجميع المنفعة القصوى.. وأن يتقبل الله سبحانه وتعالى هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم.