وصف الكتاب:
«يعد الأدب العربي الجاهلي مصدراً مهماً من مصادر اللغة العربية التي شرفها الله سبحانه وتعالى بأن جعلها لغة القرآن ولسان أهل الجنان ولذا كانت عناية العلماء المسلمين في العصور السابقة بهذا الأدب ودراستهم له بحذف واتقان فحفظوا منه الكثير نثراً وشعراً ثم استعانوا به في تفسير كتاب الله وفهمه واستنباط الاحكام والشرائع منه فإن كانوا هم على استقامة السنتهم وسعة مداركهم وقرب عهدهم برصانة العربية في حاجة الى دراسة الأدب الجاهلي فنحن في هذا العصر أشد حاجة منهم ولذا رأيت أن أسهم في هذا المجال بهذا المؤلف في الأدب الجاهلي مستهدفاً به طلاب الكليات الجامعية راجياً ان يكون خير عون لهم في دراستهم لهذا المقرر وقد قصدت فيه الى كل ما من شأنه أن ييسر عليهم دراسته لأنها حسب ما أرى يقول المؤلف يجب ان تبنى على دراسة العصر الجاهلي واحوال الناس فيه وبعض القضايا اللصيقة بدراسة الأدب فيه . أقول: إننا اطلعنا على مؤلفات اكاديمية كثيرة اختصت بالأدب العربي والأدب الجاهلي بوجه خاص فما هي المتغيرات التي أحدثها الدكتور حمد النيل محمد الحسن ابراهيم في موسوعته الجديدة هذه بحيث تكون قد تميزت على غيرها؟ وهذا ايضاً ما وجدنا الاجابة عليه في تقدمة المؤلف حيث يقول: «برجوعي الى كتب الأدب الجاهلي التي بين يدي ومع كثرتها وجدتها تقل فيها النصوص الأدبية التي يمكن تدريسها للطالب باعتبارها نماذج لأدب ذلك العصر بل تنعدم أحياناً فلا تكاد توجد فيها غير مقطوعات وأبيات شعرية مفرقة بين صفحات تلك الكتب أوردت باعتبارها شواهد شعرية في مواضع مختلفة أما النص التام الذي يعطي صورة تامة لحال الأدب في ذلك العصر فلا يكاد يوجد فيها فهي تولي معظم اهتمامها الى دراسة قضايا الأدب واتجاهاته وذلك لأن اصحابها وقد بذلوا فيها جهداً مقدراً ربما لم يكن هدفهم في المقام الأول أن يقدموا لنا كتاباً دراسياً للطالب بل بحثاً أدبياً ليبسط فيه الكاتب آراءه الخاصة ثم ما يدعمها من الحقائق التاريخية والأدبية وغيرها ولا شك انها مفيدة وقيمة لمن درس الأصول وفهمها واستوعبها استيعاباً تاماً من قبل. وقال: ولما كان هدفي في المقام الأول تسهيل دراسة الأدب الجاهلي في هذا الكتاب فقد نأيت عن اختلافات المذاهب الفكرية والفلسفية والتيارات الأدبية الحديثة لم يلتفت اصحابها الى دراسة النصوص الشعرية والنثرية في ذلك العصر دراسة لغوية أدبية إلا بقدر ضئيل. والكتاب ثري بالمعارف التي أحاطت بهذا العصر الذي درسه المؤلف دراسة مستوفاة اعتباراً من تحليل لفظ الجاهلية لغة او اصطلاحاً ثم تحديد فترة العصر الجاهلي مروراً بصورة الحياة الجاهلية واحوالها (العقدية والمعيشية والسياسية) وبحث الحياة اللغوية والأدبية ومكانة الشعر والشعراء في المجتمع الجاهلي كما يبحث أثر الاسواق العربية في الأدب وقضية الانتحال وكيف يفهمها الأدباء القدامى وخصص مبحثاً كبيراًعن موضوع الشعر الجاهلي وخصائصه من خلال النصوص الشعرية ثم طوائف الشعراء الجاهليين وفي ذلك شعراء المعلقات ومعلقاتهم مع شرحها ويتناول أحياناً معلقة بعينها بالتحليل كمعلقة إمرىء القيس. أنت بين دفتي الموسوعة سوف يسرك أن تجد نفسك في صحبة الشعراء الصعاليك وطوائفهم كالفقراء والاغربة والخلعاء كما لا بد أن تتوقف كثيراً عند لامية العرب للشنفرى وسيرته ولن تبارح شعراء من أمثال عروة بن الورد وزهير بن أبي سُلمى ومعلقته الشهيرة وانت لا بد أن تقف بازاء الشعراء الفرسان وفي طليعة هؤلاء عنترة بن شداد.. ويبحث في روعة قضايا النثر الفني في العصر الجاهلي ويتوقف عند الأمثال والحكم..