وصف الكتاب:
الأنظمة السياسية المعاصرة - تجيء هذه الدراسة في وقتها لأن أهل السودان الذين ظلوا منذ الاستقلال يبحثون عن الأسس الفكرية والمرجعية والتي تقوم عليها دولتهم، لأن الدولة السودانية عشية الاستقلال اعتمدت على الدستور المؤقت الذي أعده القاضي الإنجليزي “إستانلي بيكر“ ، وبعد ستين عاماً من استقلال السودان ما زال السودان يبحث عن نظام ودستور، بل إن قضية الدستور والحكم اللامركزي أدت إلى انفصال جنوب السودان وما تزال تؤدي إلى الهرج والمرج وسفك الدماء الجاري. واليوم يقف السودان على مفترق طرق، إما أن يتفق أهله على صيغة للتعايش تعتمد على العقد الاجتماعي والسياسي من خلال الدستور أو ينتهي الأمر إلى تفكك الدولة وفساد القيادة والدخول في عالم عدم الإكتراث وعدم المبالاة ، مما سيورث السودان حكومة عاجزة ودولة رخوة غير راغبة على حل المشكلات السياسية وغير قادرة على مخاطبة تحديات المستقبل ، لكل هذا فإن هذه الدراسة مهمة للعقل السوداني حيث تبني للمأسسة وقيام المؤسسات الدستورية وتطرح نماذج وتختم بخاتمة ترتبط بالتفاعلات السياسية وتتعلق بالإصلاح السياسي والمرجعية الإسلامية. ونحن نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم غير إسم (يثرب) إلى المدينة كناية أنه من هنا تبدأ المدنية في إشارة إلى طبيعة النظام الإسلامي الذي يقوم على التمدن والشورى ، كما عكس ذلك صحيفة أهل المدينة التي اعترفت بأن المدينة تضم طائفة من أهل المدينة الملل والعقائد المختلفة ، و أن الحوار بين هذه المجموعات هو حوار العيش المشترك الذي يتطلب تجاوز الصراعات الأيديولوجية والكهنوتية واللاهوتية وتقديم التنازلات المطلوبة من أجل المواطنة والعيش المشترك ، وبناءاً على ذلك فإن هذه الدراسة مرحباً بها وتأتي في وقتها ، ونأمل أن يتابع الباحث ترقياته الفكرية والعلمية في هذا المجال.