وصف الكتاب:
مهّد النيل لقيام حضارات عريقة أصبحت مصدر إلهام للبحث والتنقيب والدراسات التي قام بها الأجانب بعد أن تمكنوا من التأقلم مع البيئة ومعايشة الثقافات والديانات المختلفة واللهجات المتعددة، مما انعكس إيجابياً على كتاباتهم التي دونوها. إن كتابات الأجانب والرحالة كانت عاملاً مهماً في جذب الاستعمار إلى تلك البقعة، وساعدتهم على وضع نظم إدارية مكنتهم من السيطرة على ذلك المجتمع المتعدد الثقافات واللهجات، ومن ثم استطاع تحقيق أهدافه ومراميه وغاياته. - وتم اختياري لهذه الدراسة بسبب إجراء مقارنة بين الإدارة في عهدي الخليفة عبد الله التعايشي والحكم الثنائي حيث إن الإدارة في السودان في الفترة ما بين 1885- 1939م اتخذت اتجاهين، إدارة تنظيمية تحوى فكر إسلامي سوداني متمثلة في قيادة الخليفة عبد الله التعايشي وإدارة ذات فكر أوربي عربي متمثلة في الحكم الثنائي، فالمجتمع السوداني عايش هاتين الإدارتين في فترة تاريخية ليست بالقليلة تأثر فكره بأنماط هاتين الإدارتين من خلال توجهاته الفكرية والتنظيمية لإدارة البلاد ونريد إن نتعرف على الآثار التي ترتبت على الفكر السوداني في هذه الفترة التاريخية. وتتلخص أهمية الموضوع في محاولة معرفة الأسس التي طبقت في البلاد في تلك الفترة ببيئاتها وثقافاتها المختلفة ومعرفة أثر النظام الإداري لدولة المهدية على نظام الإدارة في الحكم الثنائي أو ما ترتب على نظام الإدارة اللاحقة من التأثر بمفاهيم تلك الإدارات.