وصف الكتاب:
إنّ التفكير في صلب أطروحة البحث في «المرجعية السياسية في الرواية» مُؤسَّسٌ على قناعة فكرية ونقدية مفادها: إن للعوالم المتخيلة البانية لمرجعيات الرواية علاقات بالوجود الإنساني؛ سواء في كينونته الفردية الدالة، أم في صيرورته الحياتية، أم في نظام علاقاته المختلفة. بيدَ أنَّ صِلةَ المرجعية النّصية بـ«الواقع الإنساني»، تبقى صلةُ ترميز وتمثُّل، وليس صلةَ تحقُّق ووجود فعليّ. لهذا، فإنّ الانشغال النقدي بقضية «المرجعية السياسية» البانية للرواية، بمتخيّلها وبمنطِقِها السردي وأدواته الجمالية، يُعدُّ انشغالاً بعالم الحياة السياسية للفرد والمجتمع، لكن باعتباره عالماً مبنياً بلغة تجعل مطابقته لما هو محقق فعلياً أمراً صعب الإدراك. من هنا، فالصيغة المبسطة للأطروحة التي تدافع عنها الدراسة هي: السياسة التي تخضع دائما للتحوّل، في مختلف مكوناتها وامتداداتها وعناصرها، تَبني مرجعية الرواية، بما يُوافقُ سياستها الإبداعية والسردية والتخييلية. مِنْ مُنطلق أنَّ «المرجعية السياسية» مرجعيةٌ نصيَّةٌ يبنيها الرِّوائي عَبْر نَسقٍ فنيٍّ وجماليٍّ، فتتجلى المرجعيةُ النصية للرواية مماثلةً للمرجع الخارجي وليست مطابقة له، انطلاقاً من الدلالات التي يُحدِّدُها المتلقِّي لها، والأبعاد التي يقترحها عليها.