وصف الكتاب:
يتناول الأدب الافغاني المعاصر إشكالية الذات والهوية المتفسخة، إن لم نقل المنعدمة، نتيجة لتدخل مجموعة من العوامل النفسية والاجتماعية، وكذا تدخل جمهرة من العوامل الخارجية، لاسيما نزع وبتر القيم الإنسانية على يد الأنظمة الديكتاتورية والسياسات القمعية. زد على ذلك، إمكانية البحث عن هذه "الذات" أو الهوية عبر الكتابة والتعبير الأدبي. إذن، يستنار أن الكتابة الأفغانية تتخد طابع البحث عن "الأنا" بين ركام الذكريات وتضارب الأحاسيس الوجودية والعدمية. فجل كتابات عتيق رحيمي مثلا تتمحور حول إشكالية "الأنا" وكيفية بناءها؛ أي أن ذلكم الكاتب يطرح المئات من التساؤلات حول من يكون وأين يوجد أصله. إن كل ما يطرحه – الكاتب- يعني أن الكتابة تتيح له فضاء كبيرا لمحاولة إعادة بناء ما خسره في الماضي، وبالتالي التأقلم مع مناخ المنفى والبعد الجغرافي والروحاني عن الوطن. ولعل من أبرز العوامل التي ساعدته على الثورة على اللغة والطابوهات، نجد استعمال لغة المهجر، والهوية الجديدة الناتجة عن التأثر بالفكر والأب الفرنسي والغربي. ومن هذا المنطلق، على الباحث في الأدب الأفغاني أن يسلط الضوء على التغيرات النفسية والاجتماعية لـ "أنا" الكاتب المراد دراسة إنتاجاته، ومحاولة الكشف عن تبعات الإصابة النفسية التي خلفها جرح الماضي والمنفى، إن كان الهدف المتوخى من دارسته هو فهم "الذات". إن، الأدب الأفغاني، على العموم، يشبه الأدب الفلسطيني والعراقي من حيث الأسباب والتبعات، ولكنه يتميز عن غيره باللغة المعتمدة، وتحرر الأنا عند الكتابة بلغة الغير بخاصة الفرنسية منها. ويظهر هذا التحرر في رواية "حجر الصبر" حيث يكسر الكاتب كل الطابوهات ويعطي للمرأة الجرأة على الكلام بكل حرية، بعدما حرمها المجتمع من ذلك وقيد حرياتها. وعند هذا الحد تتحرر المرأة في الرواية، وتصبح قادرة على الكلام عن الجنس والجسد بعيدا عن ظلام الدين المتشدد. فتحرير "الأنا" يساهم في تحرير الآخر خلال عملية الكتابة التي تكون عادة فعلا لا شعوريا. غير أن رحيمي، يؤكد على أن اللغة الفرنسية منحته متسعا كبيرا من الحرية لم تمنحه إياه لغته الأم أي "الفارسية".