وصف الكتاب:
عانت دول جنوب شرق اسيا من تحديات كبيرة واشكاليات عدة تتعلق بانعدام الاستقرار السياسي والاجتماعي المتأتي من استمرار اوضاع الصراع المسلح والعلاقات غير المستقرة بين الحكومة والاقليات المسلمة فيها سيما في دولتي ميانمار والفلبين , اذ لازالت هاتين الدولتين تتعرض لمخاطر الابادة الجماعية والاضطهاد السياسي حيالها ، ناهيك عن حالة الانقسامات والنزاعات العرقية والاثنية والدينية المتأتية بدوافع الكراهية والرغبة الجامحة في تذويب وطمس معالم وملامح الهوية الثقافية الاسلامية من جانب ، وعدم جدية الحكومات المتعاقبة في ميانمار والفلبين في تسوية الصراع المسلح المستمر منذ عقود طوال ، لاسيما وانها تعمل من اجل فرض واقع سياسي واجتماعي مغاير يرمي الى تحييد ولا إضعاف دور الاقليات المسلمة في هاتين الدولتين ومنعها من المطالبة بحقوقها الانسانية . ان الواقع السياسي والاجتماعي الذي تعيشه الاقليات المسلمة في جنوب شرق اسيا معبء بالأزمات والأحتقانات الممتدة في جذور التاريخية الى المرحلة الاستعمارية التي عانت منها طويلاً، ثم ما لبث ان استمر هذا الواقع لمرحلة ما بعد الاستقلال لاسيما وان دولتي ميانمار والفلبين ((موضوع الدراسة والبحث)) بدأت تتفاقم فيها اشكالية وضع الاقليات المسلمة مع استمرار الصراع المسلح من دون تسوية في ظل انعدام الاستقرار السياسي بعد التحول من الحكم العسكري الى الحكم الديمقراطي المدني.