وصف الكتاب:
إنها حياة ضائعة. ولكنها غارقة بالأحلام أيضا، والخيارات العسيرة والمفارقات الظالمة. ولن تمضي قدما، حتى تكتشف قسوة الأيام على أبطال هذه الرواية، جميعهم في آن معا. وسيكون بوسعك أن ترى أنهم ينزفون، وأن الزيف هو الذي يكسب المعترك فوق ذلك النزيف. هذه الرواية صياغة مختصرة ومختزلة لأزمتنا الحضارية في يوميات صغيرة يعلو فيها النبض العاطفي مرة والأسئلة الوجودية أخرى واستشراف المصير مرة ثالثة عبر أزمنة ثلاثة هي آلام الماضي وزيفه وخفقان الراهن ونزيفه وآفاق الغد وأشواقه. إنها تشريح يومي لجراحات مزمنة متراكمة يعيشها شخوص الرواية ضمن معترك ضروس موروث عبر قرون مشتركة بين مختلف الأجناس والثقافات. وهي في الأخير رواية تريد أن تنتصر لقضية الإنسان الذي وقع ضحية أفكاره الخاطئة عن الآخر ووصل إلى اكتشاف الذات في ذلك الآخر وبالتالي وجب عليه محو سلمي لكل الحدود بين الأضداد حتى يتماهى الجميع في مسيرة لا تؤمن بالأحادية والإقصاء. لقد قدم جمال خادم في هذا العمل نفسه كروائي متميز. وقد بنى حبكة الرواية، وصراعات أبطالها وفقا لأفضل المعايير الأدبية، دون أن يغفل حقيقة أن الأدب لغة تتسم بالشفافية والقدرة على الإيحاء والعطاء