وصف الكتاب:
الفرزدق شاعر عربي قح عرف بقدرته على الابتكار والاشتقاق والتوليد، إذ استطاع أن يبتكر دوال جديدة في لغتنا العربية الحية، تلك اللغة التي لا يعجزها الجديد ولا الغريب، فقد استطاعت أن تستوعب الجدة والغرابة، وأن تستجيب لهما أتم استجابة، وما زالت قادرة على استيعاب ما يستجد من الألفاظ وتطويعها وفق استجابات منبثقة عن قدرات كبيرة خصت بها بين سائر لغات الشعوب. بيد أن عبقرية الفرزدق على ما يبدو تجاوزت حد الشعر، ليبدو لغويا حاذقا معتدا بكبرياء لغته، وبسهمته الواضحة في الابتكار اللغوي والتجديد النحوي على مستوى التراكيب، وما قولته التي فحواها:علي أن أقول وعليكم أن تحتجوا إلا تعبير يؤكد هذا الكبرياء، وهذا الكيان اللغوي المنفرد،الذي يحاول فيه الفرزدق بناء قاموسه اللغوي والنحوي الشعري مما يجعله مبرزا بين سائر أترابه الشعراء، وهذا ما كان، إذ أصبح الفرزدق ذا أهمية كبيرة عند أهل اللغة والنحو.