وصف الكتاب:
(( مواسم التين )) رواية ممتدة وفصولها ، لاتنتهي.. توقض العقول ، و العواطف، مثيرة لرياح الشج ن، تحول مسارها موازيا إمتداد الرواية عبر الزمان والماضي من الأيام .سوف يتوارثها الأجيال وجيلاً بعد جيل كقصيدة الخيام.، والبرده ومعلقة زهير…. (( إننا مؤمنون بالحب ( قول هديل في روايتها) يعطينا حقنا في الآخر كاملاً..ثم يقصينا بلا رحمة..يفرغنا من كل شيء…ويصير للغريب ما لا يحق لنا .. وتمتد الرواية.. (( ولازالت عمان مسافرة تسكن في ركن ما ، فتحل أينما كان النهار …وحينما فاقت العتمة ترصدالوقت، تحتلنا .)) فللأمكنة عند هديل لون آخر وثوب آخر وعمق آخر(( وللمكان قياس آخر مختلف جداً، إنه بعمر القبلة، لايقاس بالمسافة ، ليكون قصيراً او طويلاً ،إنه بالبعيد والقريب ، وماذا عن الرجل الشرقي ، ياهديل….(( يعاقبكِ على كل شيء ،يعاقبك إن أحبك، أو كرهك ، يعاقبك في حضوره ، وفي غيابك، هذا العقاب مزمن،ساقط عليك ، واقع بك ، ومحترف في اغتيالك. لله درك ياهديل ، كم أنت صادقة ومبدعة في رتق المعاني، (( كأننا نستجديه أن يبقى، لنبقى كأننا نلح عليه منعنا من الخروج حتى ونحن نستأذنه بالإنصراف نخاف أن يأذن لنا )) –من أي ياقوت ترصعين أسطرك.. وفي أي أعماق اللغة تغوصين، ملكتِ الدر والمرجان وامتهنت نظم اللؤلؤ والدر الثمين. (( وصوت رجل لم تنظر اليه لاتعرف كيف جاء الى أذنيها)) –سأعيق جمال هذه الصور التي أنقلها من فصول الرواية أن تداخلت بكلماتي ، ولذا فهي بين الأقواس مصانة جلية تعشقها القلوب وترددها…. (( لو تخلصت المرأة من مأزق الانتظار، لصارت رجلا ، بامتياز، إنه الخروج السهل من الباب الصعب، فقدان الإنتظار هو فقط مايجعلنا نتخطى خيبات الحب وثقل اللحظة….الانتظار علة المرأة الأبدية )) -ارحمي شغفي ونهمي ياهديل فكل مالدى مستغانمي قرأته وأحببته ولعلي قرأت ومررت على الكثير من المبدعين ، ولكن مواسم التين كانت من دون تكلف، تثمل روح القارئ وتعيد له شغف الحنايا والجوارح . والحب عند هديل (( يخلق سكنا لايكون إلا له.، قد يختلف الآخر أحيانا كثيرة لملئ شاغرة وإن كان من بعيد… كالبيوت والمساكن فارغة قبل ان يسكنها احد ، وتصبح شاغرة بعد الرحيل)) —أي روح انت ياهديل ، لست عروس نهر الكوثر ، بل أنت ماء الكوثر …ذاته…. لماذا ينتابك احساس الفقد ياليلى وأنت في كل القلوب ، تتزينين ،في أجمل مافي الجمال جميل قد يكون. ((ينتابنا احساس الفقد تشعره المرأة كثيرا، فتدرك حينها كم هي وحيدة، عندما تكون وحدها، حتى وهي تحلق في السماء، تعي ان الطائر ليس سعيدا كما يفتقده الرجل لمجرد اعجابه بجناحيه بل إنه سعيد بعودته الى عشه.)) —- ما أجمل العش الذي يؤويك ياليلى (( فالمرأة لاتستأذن الرجل دخول حياته، هي مرة واحدة فقط،)) وعيوننا الصغير أكبر كثيرا من نافذة الحلم،)) وانتصارات المرأة مهزومة دائما…وتدفع ثمن هزيمتها ((( أنه يفتح شهية التكبر عندي ..ما أشهاه حتى الأبيض قد يلقى حتفه.. حين تمناه وتحمد عقباه كأنما لم يخلق من الرجال سواه)) (( لانعرف من يسبق الآخر ، الحب ام المعرفة )) ((( أنا امرأة من لهب فيازنده كن أبي واجمع ماحترق من حطب فآب في المساء في غاية اللهب)) — لن تنتهي الاقواس لان الرواية ممتدة والجمال لاينتهي وكيف انهيها (( فأنا المبعوث فيك جئت من زخم المدينه لتكونيني المكوث فيك سيكون طويلا فماترك العاشق أرضاً إلا وترك قدمه في وجعها….ثم ينهال بالصراخ أيتها الخمسون أنا أكتال بصاعك مُدّيني على طول ذراعك وعلى الرغم ان التين لا يحلو الا في مواسمه لكنه كالحب إذا غنى الهوى ليلى)) عظيمة كالمجد ياهديل وعروس نهر الكوثر ….لقد حان شيار التين فاقطفوه من رواية ((( مواسم التين ))) للأديبة الروائية ((هديل الرحامنة)) التي تعدت الحقيقة وجاوزت المعتاد وانفردت بلحن شجي على غصن الجوى لتنشد الحب بأجمل ما فيه من جمال قديكون. فكل التحية للروائية النابغة …هديل الرحامنة..وكل التقدير والاحترام لهذا الأدب الراقي