وصف الكتاب:
في خمسينيات القرن الماضي وبالتحديد في مدينة نابولي ، تعيش صديقتان هما ، إيلينا وليلا ، في حي عُمالي بائس تكبران وتتبدلان ، تتساعدان وتتخاصمان ، دروبهما تلتقي وتفترق رحلة مذهلة في دواخل البطلتين تقودنا إليها فيرانتي . تبدأ الرواية بمكالمة هاتفية تتلقاها"إيلينا" من ابن صديقة طفولتها "ليلا" يسألها إن كانت أمه عندها، تنفي رؤيتها وتبدأ في طرح استنتاجات عن مكانها لتعرف أن الولد المكترث مدفوعا بالواجب لا المحبة بحث أمرها جميعًا ولم يجد الأم المختفية، يداهمها خاطر مزعج عن رغبة قديمة لصديقتها في الاختفاء كليًا، ليس عن طريق انهاء حباتها ولا تغيير هويتها، بل رغبة في الاختفاء التام كأنما لم توجد في العالم يومًا، تختفي ولا تترك وراءها شعرة واحدة ولا تذكار ولا اي شئ يتأكد منه أحد أنها لم تكن حلمًا. سألت الشاب إن كانت أمه قد تركت أي شئ خلفها، أي شئ يدل أنها عاشت هنا يومًا وجاء صوت الابن المذعور يجيب بالنفي، أن صورها معه حتى اختفت تمامًا، ليس لها أثر.. أنهت إيلينا المكالمة وأحضرت مفكرة وقلمًا وبدأت غاضبة محنقة تقاوم رغبة صديقتها في الاختفاء الكلي بدون أي أثر بعدما وصلا لسن السادسة والستين، وبدأت في قص كل ما تذكره عنها، عن ليلا..صديقتها المذهلة. هل تعرف هذا النوع من العلاقات الذي يتبخر أحد أفراده في ظل الآخر؟ خاصة لو كان طرفي المعادلة فتيات؟ فتاة جميلة مجتهدة حسنة الخلق، وصديقة حادة الطباع بذيئة اللسان شريرة ذات قوة كاسحة وألق وتوهج يغشي كل شئ حتى تختفي صديقتها في ظلها ولا يلاحظها أي حد، ستحتار كثيرًا في فهم العلاقة بينهما، هل تعشقها أم تكرهها؟ كيف تؤدي بنا رغبتنا الفطرية في الحصول على قبول وموافقة من حولنا واهتمامهم إلى طرق بعيدة نفقد فيها أنفسنا، أو ربما نعيد اكتشافها من جديد.