وصف الكتاب:
كيف نسافر في الهند، كيف نتعرف على عالم كل ما فيه مثير للخيال، وكل خطوة فيه خطوة في أرض العجائب ومصدر الدهشة؟ الهند، بلد آلاف القديسين الذين يرتمي المذنبون والمتضرعةن والعشاق والمرضى والباحثون عن الذات الضائعة على أعتاب أضرحتهم وصورهم وتماثيلهم الملونة، طالبين الشفقة والحب والشفاء والريح؟ ويقول الكاتب فى مقدمة الكتاب : لا أثر للحب فى شوارع دلهي، الأحضان نادرة، والنظرات باردة، والقُبلات ممنوعة. الأيام غيرالعادية فى حياة الهنود قليلة، ستجدها سيناريوهات معادة ومكررة لأيام وأوهام فى كتب الأساطير والآلهة ؛ ففى الطرق الصحراوية والزراعية بين أى مدينة وأخرى، تسعى جماعات ترتدى ثيابًا ملونة تتفاوت بين الأحمروالأصفروالزعفرانى والبرتقالى الباهت حاملة تابوتًا زجاجيًا بداخله تمثال يرمز إلى الإله على عربة نصف نقل، وصندوق نذورتتساقط منه الزهوروالحبوب والحُلى الذهب. يدسّ الكاهن أو أحد أتباعه أول قطعة سرًا لتشجيع الآخرين على التقرب للآلهة بالذهب بدلًا من الهدايا الرخيصة.. تنتهى رحلة الإله بعد تلاوة أوراد وصلوات وأداء رقصات على موسيقى دينية عنيفة تبرزها ضربات الطبول تنتهى بهم إلى حافة الجنون، حيث تهيم الروح حبًا فى صاحب الكرنفال، وطلبًا لرضاه.. والمسافات بين المدن طويلة.. والمساحات شاسعة.. تفصل بينها ممرات ضيقة.. يعبر منها أهالى القرى الصغيرة الراقدة على حواف المدن إلى الحياة تحت ظلال الأشجار. وعلى ضفاف الترع يتقاسم 300 مليون إله – حتى الآن - الهنود ويصل عددهم – وفق إحصاءات رسميّة – إلى مليار وثلاثمائة مليون نسمة.. يتكاثرون لأنهم أفقر من شراء فياجرا.. فالإنجاب أرخص، وأسرع، والولد الذى يأتى لن يكون مكلفًا لأهله، سيرضع لبنًا مجانيًا، ويأكل من خشاش الأرض، ويلعب فى التراب، ويرث إلهًا يعبده، ويصبح طفلًا الأمراض تغطى وجهه قبل أن يتحول جسمه إلى ساحة معركة بين القوارض والحشرات، وحين يتزوّج سيطلب مهرًا من العروس، ويغدو شابًا رفيعًا، ممشوق القوام، أو عملاقًا مكسور الظهر، لونه بنى غامق، تتصارع عليه صبغة من الأنيميا والأرق والأسود، ويضع فى شعره الغامق الذى ينسدل على عينه زيت خاص يمكن أن يشربه لأنه من نخل جبال الهيمالايا، الذى يطرح جوز هند.. رائحته عفنة لكن طعمه حلو.. وفى النهاية، يجلس منحنيًا فى شوارع الهند المزدحمة، يمدّ يده للعابرين طالبًا عشرة أو عشرين أو خمسية روبية "بحق الآلهة" التى تساعدنا.