وصف الكتاب:
يستعيد الكاتب بحنين متسائلا، كيف انفرط عقد السنوات، ولم نقبض على ما يكفي من حياة، وهو يقصد أن هذه المهنة التي تسمى مجازا السلطة الرابعة تأخذ الكائن وتحوله إلى ماكنة تركض وتركض وراء أحداث ووقائع، ربما لا تخصه، ولكنها تأكل عمره. ويقول قبل ثلاثين عاما اتخذت القرار البسيط والعادي أن أختار السير نحو الصحافة، فغرق فيها، ويقول ما حببني في الصحافة، أنك تنتظر كل يوم حكاية، هي هدية كما يسميها، وهي حكاية الكاتب مع ما يتنفسه من حبر الطباعة والزمن الذي يضبط عقاربه مع صوت المطبعة الذي يهدر بأصوات الفرح والحزن والصور. ومهنة الصحافة، يعني أن تمشي على حبل مشدود بين أن تكون ضد أو مع الحكومة، مستدركا جئنا في الزمن الصعب، من طفولة محرومة، وسرنا في زمن متباين الاتجاهات والتوجُّهات. ويقول الكاتب: دخلت عالم الصحافة من حيث لا أحد حريص على أن يعلّم أحدا شيئا، وما تستطيع تعلمه عليك الفوز به باجتهادك، هو نبت من الصخر أو مقارعة للجدران التي تنبني في المؤسسات الصحفية، وفي مواقع الخبر والظلال التي تحكم سير الخبر ولأي سبيل يسير. هي حكاية شخصية مع الحبر وهدير الماكنات، ولكن الكاتب يراهن على العبور بها نحو العام في ما لا تخون الذاكرة، ويكتب عن القرية والدراسة وبداية العمل، ثم دخوله "بلاط صاحبة الجلالة". ويتوقف عند تحولات الصحافة وفضلها عليه وعلى المجتمع التي يصفها حياة في الحياة، ملتفتا إلى ما يدور في كواليس الصحافة ودهاليزها، مستدركا في "ما بعد الحكاية" وكصحفي محترف، فقد بقي حريصا في ما يكتب أن يتيح المجال فيما قال للتأويل الذي يمكن أن يفهم خطأ، فبقيت حساسية المحرر تمثل ضابطا للرقابة الذاتية التي "تفلتر" الجمل والمفردات والفقرات التي يعي معها أن "مدير التحرير" يفرض علاقات ملتبسة ومرتبكة وشائكة مع كثيرين، في الصحيفة وخارجها.