وصف الكتاب:
يضم الكتاب ثمانية عشر حوارا، رتبها المؤلف وفق تسلسلها الزمني، وجعل لها مقدمة مضافة إلى مقدمة الطبعة الأولى، ووثق لحياة الشاعرة الراحلة. ومن القضايا التي نوه إليها في الحوارت، وكان لها أهمية خاصة، هو ما ورد في حوارها الأول من اعتراف بالحب الذي داهمها «على كبر» -كما تقول- بيد أنّها اعتذرت عنه وخجلت من أن تبوح به خَشية ألسنة المجتمع ولاسيّما النّساء، وإن نظمت آخر دواوينها «اللّحن الأخير» بتأثيره ووحيٍّ منه. وأجابت عن طقوس نظمها الشّعر وحالاته وتاراته، كما في الاصطلاح النقديّ القديم، وعن العلاقة المتينة التي كانت تربطها بمحمود درويش وسميح القاسم، وعمّا كان بينها وبين نزار قباني من رسائل متبادلة. كما أنها أعلنت، في حوار آخر، عن رأيها في أهميّة شعر المقاومة وضرورة ديمومته لدوره المهم في بثّ الحماسة وأيقاظ الهمم والعزائم والصّمد. الحوارات هذه ثريّة جدًّا بما تحويه من معلومات تردف ما في سيرة صاحبتها الذاتيّة بجزئيها: «رحلة جبليّة رحلة صعبة» و«الرّحلة الأصعب» لاسيّما أنّها لا تؤمن بموت المبدع أو «المؤلف» – كما هو شائع في النقد الحديث – بل تعدّ قصائدها جزءًا من سيرتها على وفْق رأيها «شعر الشّاعر هو سيرته الذاتيّة» كما في الحوارين الأول والتاسع. في الحوارات اعترافات وبوْح عن نشأتها ومسيرتها الأدبيّة وإبداع القصائد والأحداث والسّياقات التي ولّدتها وأنطقتها بها، من مثل «رُقيّة» و«أنشودة الصّيرورة» و«الفدائي والأرض» و«حمزة» و«آهات أمام شبّاك التصاريح» مما يسند الاتجاه النقدي الأحدث الذي يرى أن النص «بُنِيّة وحدث» ويتواءم معها.