وصف الكتاب:
أجاب الكتاب عن عدة تساؤلات قد تدور في ذهن الكثيرين ومنها " ما الذي يجعل مدينة غنية وأخرى فقيرة؟، وهل يكمن السبب في حجم الموارد المتاحة لكليهما أم في كيفية استغلال الفرص والإدارة الجيدة واكتشاف الثروات المخبوءة؟، وهل تقتصر ثروات المدن على الثروات المادية فقط أم تمتد للبشرية منها؟ ويتناول كتاب «الثروة العامة للمدن» ملامح المدن الضعيفة التي يصفانها باسم "المدينة الطاحونة"وهى المدن التي تتراكم فيها الدين وترتفع التزامات المعاشات وتكاليف الميزانية إلى عنان السماء بالنسبة للدخل من الضرائب والأصول، ويتعين رفع الضرائب لدفع الفواتير وليس لتحسين الخدمات وتجد هذه المدينة نفسها تدور في طاحونة ويكون عليها بذل مجهود شاق لمجرد البقاء في نفس الموضع.أما المدن الغنية التي يلقبناها باسم" المدن التوربينية" فهي تقوم باستثمارات بعيدة النظر تجعل التشغيل اليومي بها أرخص وأكثر تأثيرًا بل تنتج أحيانًا عائدًا مباشرًا؛ ويتيح هذا تكوين عضلات اقتصادية لمزيد من الاستثمارات. ويناقش «الثروة العامة للمدن» سُبل إعادة الحيوية الاقتصادية والاستقرار المالي للمدن ، عبر اكتشاف ثرواتها المخفية عن العين وإطلاق العنان لقدراتها؛ والثروات هنا لا تقتصر على الأصول المالية فقط إنما تشتمل أيضا على الأصول الاجتماعية والبشرية التي يجب أن يتم الاستثمار بها حتى تنمو وتزدهر المدينة. ويوضح كتاب «الثروة العامة للمدن» أن أولى خطوات الاستخدام الأمثل لموارد المدن وتحسين جودة الحياة يبدأ من فهم الميزانية العامة للمدن. أما الخطوة الثانية فتتمثل في استخدام إدارة أكثر احترافية للحصول على نتائج أفضل وذلك من خلال نقل مسئولية الإدارة إلى مديرين محترفين لإدارة الأصول التجارية والاجتماعية والبشرية. والخطوة الثالثة تتمثل في تحويل الإنفاق من الاستهلاك إلى الاستثمار؛ فالمدن يتم بناءها من خلال الاستثمار في مستقبل مواطنيها؛ فى التعليم، والمهارات، وفى التفاعل الاجتماعي الجيد وفى بنية تحتية متينة. فالكتاب يؤكد من خلال عدد من دراسات الحالة أن حتى المدن الفقيرة تمتلك عدد كبير من الأصول والمنشآت والعقارات والمنشآت التجارية التي يساء استغلالها بينما تستطيع هذه المدن أن تضاعف استثماراتها من خلال الاستخدام الأفضل و"الأذكى" لمواردها من خلال الخيارات المدروسة بعناية وتحويل الاهتمام والموارد من الإنفاق قصير الأجل إلى استثمارات أطول أجلاً يمكنها تحقيق طفرات في جودة الحياة. ويذكر أن الكاتب داج ديتر هو مستشار استثمار وكاتب اقتصادي، حصل على لقب أفضل مؤلف اقتصادي عام 2015 من صحيفة فاينانشال تايمز، ومن مؤلفاته: "الثروة العامة للأمم" بالاشتراك مع ستيفان فولستر، و"صعود الغش القانوني". أما ستيفان فولستر هو عالم اقتصاد وكاتب سويدي، ورئيس معهد الإصلاح السويدي وأستاذ مشارك في معهد KTH الملكي للتكنولوجيا في ستوكهولم، ومن مؤلفاته "إصلاح دولة الرفاهية"، "ريادة الأعمال والنمو الاقتصادي".