وصف الكتاب:
كتاب نظريات العلوم الانسانية للمؤلف جوليان فروند «النجاح الباهر الذي حققه علم الفيزياء على يد نيوتن جعل الكثير منالمفكرين يسعون إلى أن تصل العلوم الإنسانية إلى نفس الدرجة من اليقين والدقةوالموضوعية ». لدينا شعور بأننا قرأنا هذه العبارة من قبل، أو سمعنا هذه الحكاية.ولكن مَن هم هؤلاء المفكرون؟ وما هي المحاولات التي قاموا بها؟ وهل تم التخليعن هذا الطموح؟ كل هذه التفاصيل يقدمها لنا هذا الكتاب الذي يستعرض فترةمهمة في تاريخ الفكر، تهدف إلى تحديد مدى علمية العلوم الإنسانية.الكتاب لا يحدثنا عن مناهج، ولكنه يهتم ببيان الأساس المعرفي الذي يجعل منالعلوم الإنسانية علومًا. ولقد انطلق الفلاسفة والمتخصصون في الإبستمولوجيا أوفلسفة العلوم من البداية بإبراز تميز الظواهر الإنسانية عن ظواهر الطبيعة، وهو ما يعنيأن موضوع الدراسة مختلف في الحالتين. ولكن أين يكمن الاختلاف بالضبط؟ ذهببعض الفلاسفة إلى أن الظواهر الإنسانية تنتمي إلى عالم الروح أو النفس في مقابل عالملطبيعة الذي تنتمي ظواهره إلى العالم المادي. ومن هنا كان علم النفس هو الأساسالذي تقوم عليه كافة العلوم الإنسانية؛ وذهب بعض آخر إلى أن العالم الإنساني هوعالم من الرموز التي يتم التعبير عنها لغويًّا، وبالتالي تكون الهرمينيوطيقا أو علم التأويلهو الذي تتأسس عليه هذه العلوم؛ وأخيرًا رأى بعضهم أن الفارق يكمن في التاريخ، فظواهر الطبيعة هي هي منذ الأزل، أما الظواهر الإنسانية فتتغير على مرِّ الزمان، وهو مايجعل من المنهج التاريخي أساس البحث العلمي في الظواهر الإنسانية.