وصف الكتاب:
ثلاثُمائة وخمسٌ وستون خاطرةً موزَّعةً على أيام العام، لم تكن «شوارد» بقدر ما كانت «شواهد» على قدرة صاحبها على الإمساك بالفكرة العابرة وتسجيلها بأريحيَّة بارعة وصدق بالغ. في الحادي عشر من أبريل سنة ١٩٥٠م بدأ «عبد الوهاب عزَّام» تدوين خاطرته الافتتاحية حاثًّا نفسه وقارئه على مباراة الأيام ومسابقة الزمان في نصرة الحقِّ وتحقيق النَّفع، وهكذا فعل. فرغم انشغالات المؤلِّف العظيمة باحثًا ومترجمًا وناظمًا، فضلًا عن أعبائه الدبلوماسيَّة كسفير لمصر في الخارج، إلا إنه استطاع أن يدوام على كتابة خاطراته يوميًّا طوال عام كامل، وكان يُعوِّض أوَّلًا بأوَّل ما يفوته تدوينه في حينه، حتَّى اختتمها في ١٠ أبريل سنة ١٩٥١م. في شوارد عزَّام نطالع ما يمكن أن نَعُده مذكِّرات شخصية: آراء نقديَّة أدبيَّة واجتماعيَّة وسياسيَّة، وحكمة رجلٍ مثقَّف من الطراز الرفيع فقد باعدت الأسفار بيني وبين خزانة كتبي والخزائن التي كنت أستعين بها على التأليف في القاهرة، فلم يتيسر التأليف والنشر اللذان تعودتهما؛ فرأيت أن أُثبت ما يخطر من خاطرات، وما يسنح من سانحات، وأن أُسجل سلائل الفكر والوجدان، وأجمع حصائد العلم والتجارب، أصيد منها الشوارد، وأقيد الأوابد، وقلت: رُبَّ خطرة فتحت أبوابًا، وربَّ فكرة سيَّرت الأقلام أحقابًا.