وصف الكتاب:
الأسرة كنسق اجتماعي هي الدعامة الأولى لتكوين المجتمع والمحافظة على ثقافته، وهي الوحدة المكونة من الزوجين فقط أو من الزوجين والأبناء، وتقوم بالطبع على رابطة الزواج الشرعي الذي يحمل الرضا والقبول من الطرفين للمعيشة والتفاعل معاً بطريقة مشتركة، لتحقيق الأدوار والوظائف المكلفة بها من المجتمع والتي أقرتها تعاليم الشريعة الإسلامية في المجتمعات الإسلامية، وتقوم الأسرة على مقومات وأركان أساسية أهمها: المقوم الديني، البيولوجي، النفسي، العاطفي، الجنسي، الصحي، الاقتصادي، والمقوم الاجتماعي والأخلاقي. وفي جميع المقومات والأركان تشكل العلاقات الأسرية المحددة في علاقة الزوجين ببعضهما، علاقة الأب والأبناء، علاقة الأم بالأبناء، علاقة الأبناء ببعضهم، علاقة كل أفراد النسق الأسري ببعضهم البعض، فالأسرة نسق اجتماعي رئيسي بالنسبة لأفرادها ونسق اجتماعي فرعي بالنسبة للمجتمع، مع التأكيد على أن النسق الأسري من أهم أنساق المجتمع ما لم يكن أهمه على الإطلاق، بصلاحة الأسرة ينصلح المجتمع ويتقدم وتتحقق خططه التنموية. والأسرة السوية الصالحة تبنى على معايير الاختيار الواعي والسليم لاختيار شريك الحياة في إطار قواعد الدين والأخلاقي وثقافة المجتمع، ويسود فيها التفاعل والاتصال الإيجابي بين كل الأفراد، وتتسم فيها العلاقات بالوضوح والحب والتسامح، ويشعر فيها كل فرد بقيمته وكرامته وإنسانيته وفرديته في إطار من الاستقلال والترابط معاً، والأسرة السوية تخلو من التحالفات والعشائر والتحزيات الهدامة، وتختفي فيها الصراعات، وتتضح فيها الضوابط والحدود والمعايير الأسرية، والكل يعلم في نسيج متكامل مترابط لتحقيق أهداف الأسرة، وإشباع احتياجات أفرادها سواء احتياجات مادية أو معنوية، لكن تعقد الحياة وتداخل المؤثرات الثقافية وصعوبة أو سوء الاختيار الزواجي وعدم قناعة الإنسان، وميله إلى الاستعراض والقوة والتحدي أو غياب الضوابط الدينية والقيمية وتدخل الأهل بشكل سافر أو استسلام الزوجين لنصائح وأحاديث المغرضين أو التأثير ببعض وسائل الإعلام الهدامة أو ضعف المستوى الاقتصادي أو انتشار البطالة والعنوسة قد تحدث كل هذه المتغيرات مشكلات عديدة في الأسرة ومنها: مشكلات سوء الاختيار، مشكلات الخطبة، مشكلات النزاعات الزوجية، الخلع، الطلاق، التفكك الأسري، وغيرها من المشكلات المتنوعة في الكم والكيف. وتؤثر هذا المشكلات بشكل مباشر على الزوجين والأبناء، مما قد يؤدي إلى غياب الدافعية وضعف القدرة على الإنجاز والعجز عن تحقيق النجاح، وسوء تقدير الذات والشعور بالعار والدونية أو الذنب، وقد ينعكس ذلك على اضطرابات الطعام ممثلة في البدانة أو اضطرابات الشهية، أو يؤثر على قدرة الطفل في ضبط عملية الإخراج، أو يظهر ذلك في صورة الانسحاب والعزلة الاجتماعية وضعف تحمل المسئولية والاتجاه أو ممارسة السلوك العدواني نحو الذات أو الآخرين سواء بالقول أو بالفعل، وقد تؤدي هذه المشكلات إلى انحرافات أخلاقية وسلوكية واجتماعية ونفسية متنوعة لدى الأطفال في جميع مراحل العمر مع اختلاف المظاهر والحدة. ويناقش هذا الكتاب بطريقة علمية مبسطة سهلة موضحة بالأمثلة من خلال فصوله المتنوعة ما يتعلق بالخدمة الاجتماعية الأسرية، حيث يناقش في الفصل الأول المفاهيم الأساسية التي يجب على الممارس في المجال الأسري إدراكها، بينما يناقش الفصل الثاني وظائف ومشكلات الأسرة مركزاً على مشكلة النزاعات الزوجية باعتبارها من أخطر المشكلات المهددة لاستقرار الأسرة والمدعمة لاستمرار الصمت والخرس الزوجي والشعور بالاغتراب المنزلي، في حين يستعرض الفصل الثالث مشكلة التفكك الأسري بأبعادها وأسبابها ومظاهرها، ثم يأتي الفصل الرابع محدداً لمفاهيم وأنواع وأسباب وأضرار الطلاق، بينما الفصل الخامس يتطرق لمشكلة الخلع كمظهر من مظاهر رغبة الزوجة في إنهاء العلاقة الزوجية، أما الفصل السادس فيناقش نموذج العلاج الأسري بأساليبه المختلفة كفكر متطور للتعامل مع المشكلات الأسرية، ويناقش الفصل السابع علاقة الأسرة بالإعلام وكيفية تأثيره عليها، أما الفصل الثامن فيحدد خصائص مرحلة الطفولة، بينما الفصل التاسع يشرح احتياجات ومشكلات الطفولة، ثم يأتي الفصل العاشر ليستعرض بعض القضايا الأسرية المعاصرة، أما الفصل الحادي عشر فيناقش الميثاق الأخلاقي والمهني للعاملين بجمعيات الزواج ورعاية الأسرة، ويختتم الكتاب في فصله الثاني عشر عرضاً لبعض المقاييس الأسرية.