وصف الكتاب:
يقول الله تعالى: ﴿وقَذَفَ في قُلوبهم الرعب يُخربون بُيوتهم بأيديهم وأيدي المومنين فاعتَبروا يا أولي الأبصار﴾. [الحشر 2]. يقول محمد عابد الجابري: "وبما أن الهدف من القصص القرآني هو ضرب المثل واستخلاص العبرة، فلا معنى لطرح مسألة الحقيقة التاريخية. إن الحقيقة التاريخية التي يطرحها القصص القرآني هي العبرة، هي الدرس الذي يجب استخلاصه، نعم إن القصص القرآني ليس قصصًا خياليًّا، بل هو قصص يتحدث عن وقائع تاريخية تدخل ضمن معهود العرب، إذ لم يكن العرب أعرابًا (أميين) كلهم، بل كان منهم يهود ونصارى في مكة ويثرب وشمال الجزيرة العربية وشرقها وغربها، وكان منهم (خبراء) في الأنساب و(متخصصون) في القصص... ذلك كله كان يدخل ضمن معهود العرب الثقافي والفكري، إضافة إلى قصص عاد وثمود وأقوام آخرين ممن لم يرد ذكرهم في التوراة". نتناول في هذا المقال دراسة الدلالة الجابرية لدال القصة القرآنية، من خلال متنه المدروس، بعيدًا عن أي مسبقات مهما قلّ أو جلّ شأنها.