وصف الكتاب:
يعتبر هذا الكتاب باكورة أعمال المنفلوطي، وهو عبارة عن تلك المقالات التي كان يكتبها في صحيفة "المؤيد" بعنوان أسبوعيات، ثم بعنوان النظرات، يقع هذا الكتاب في ثلاثة أجزاء، بدأ بمقدمة طويلة كانت رداً على من سأله كيف يكتب رسائله علّه يقتدي به، فغدت المقدمة مقالاً تتضمن جوابه، وهو يتلخص بأربعة أشياء هي: أولاً: أنه لم يكن يحفل بحديث اللسان ولا حديث العقل، ثانياً: أنه لم يكن يحمل نفسه حملاً على الكتابة، بل كان يرى، فيفكر فيكتب، وينشر ما يكتب، فيرضي الناس مرّة ويسخطهم أخرى من حيث لا يقصد، ثالثاً: أنه ما كان يكتب حقيقته غير مشوبه بخيال ولا خيالاً غير مرتكز إلى حقيقة. لأنه يعلم أن الحقيقة المجرد من الخيال لا تأخذ من نفس السامع مأخذاً. رابعا:ً أنه كان يكتب للناس لا ليعجبهم، بل لينفعهم ويؤثر فيهم. أما سائر المقالات، مختلفة الموضوعات، تتنوع بين المقالات الاجتماعية والأدبية والسياسية، فتطرّق غلى المجتمع مصوّراً بؤسه، وشقاءه، وانحطاط أخلاقه، فحدث عن الخيانات الزوجية، وما يرافقها من عذاب وآلام وهدم تحمله على البكاء، كما نقرأ بين السطور دعوة إلى الإصلاح الاجتماعي، كما نلاحظ بعض القصص القابلة الحدوث إذا لم تكن حدثت فعلاً. ويتضمن هذا الكتاب بعض المقالات الدينية الرامية إلى الدفاع عن الإسلام، وتبيان فضائله، كما انتقد بعض المسلمين الذين شوّهوا الدين بأعمالهم الشنيعة، ويتضمن أيضاً بعض المقالات الداعية إلى مكارم الأخلاق، والفضائل الاجتماعية، ومساعدة الفقراء ولكن بغير الطريقة المألوفة، واضعاً خطّة لتنظيم الصدقات حتى لا يغري كل من شعر في نفسه بالميل غلى البطالة وإيثار الراحة بالسعى على منوال هؤلاء الفقراء، فيكون بذلك قد قطع من جسم الإنسانية عضواً قد يكون عاملاً وبناءً.