وصف الكتاب:
من أجمل الكتب العربية، وأكثرها طرافة ورقة، كتاب "ثمار القلوب في المضاف والمنسوب للثعالبي". هو عبدالملك بن محمد بن إسماعيل (350 – 493 هجرية) ويعرف بأبي منصور الثعالبي النيسابورى. لقب بالثعالبي، لأن أباه كان يخيط فراء الثعالب! يهتم الكتاب بمجال غريب وممتع، لم يسبق إليه أحد: "وبناء هذا الكتاب على ذكر أشياء منسوبة ومضافة إلى أشياء مختلفة، يتمثل بها ويكثر في النظم والنثر، وعلى ألسنة الخاصة والعامة كقولهم: "غراب نوح، ونار إبراهيم، وذئب يوسف، وعصا موسى، وخاتم سليمان، وحمار عزير، وبردة النبي صلى الله عليه وسلم". ويمتد المصنف إلى واحد وستين بابا، تتناول معظم الأشياء المنسوبة والمضافة، مثل: ما يضاف وينسب للقرون الأولى، ما يضاف وينسب إلى الصحابة رضوان الله عليهم، ما يضاف إلى القبائل، ما يضاف وينسب إلى العرب، ما يضاف وينسب إلى القراء والعلماء، ما يضاف وينسب إلى البلدان والأماكن، في أعضاء الحيوان، وما يضاف وينسب إليها وما يستعار منها، قي سائر أنواع الطير، في الطعام وما يتصل به وما يذكر معه. ولنختر مثالا مفصلا لبعض أبواب الكتاب: • أهل الله: كان يقال لقريش في الجاهلية أهل الله، لما تميزوا به عن سائر العرب من المحاسن والمكارم، والفضائل والخصائص التي هي أكثر من أن تحصى. فمنها مجاورتهم بيت الله تعالى، وإيثارهم سكن حرمه على جميع بلاد الله. ومنها ما تفردوا به من الإيلاف (المعاهدات) والوفادة (السفارة) والرفادة (إطعام الحجيج)، والسقاية والرياسة والندوة (دار الندوة). ومنها كونهم على ارث من دين أبويهم، إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام. ومنها كونهم قبلة العرب وموضع الحج الأكبر، يؤتون من كل فج عميق، فترد عليهم العقول والآداب، والألسنة والعادات واللغات، فيشاهدون ما لم تشاهده قبيلة.