وصف الكتاب:
سخر الله للإنسان سبل الرخاء والنماء في شتى مجالات الحياة, مما زاد من عطاءه وانتاجه للعلوم والمعارف, ولعل الاكتشافات المتنوعة المتتالية والسريعة التي نعيشها في هذا العصر خير دليل على ذلك . وأثارت اكتشافات علماء الفسيولوجيا والطب والتشريح علماء النفس والتربية ما لما لها من أثر بارز في التمهيد لفهم الأسس البيولوجية للسلوك بشكل عام والمعرفة بشكل خاص, وذلك من خلال التعرف على وظائف الدماغ والغدد والحواس والأجهزة الأخرى وطرق عملها .(العتوم,2012) حيث تؤكد العديد من الدراسات التربوية أن معرفة آلية عمل الدماغ يسهل من طرق إكساب المتعلمين المعرفة وتخفيف القلق واحداث الاستقرار النفسي والاجتماعي, وإنجاز المهام التربوية بدقة وسهولة, ولذا ينبغي لكل معلم أن يدرس آلية عمل الدماغ ونظرية التعلم المستند للدماغ والاستراتيجيات التدريسية المنشطة وذلك من أجل رفع مستوى أداء المتعلمين وتنشيط تفكيرهم وإثارتهم ( عفانة والجيش,2009) وتعد نظرية التعلم المستند إلى الدماغ كما ذكرها قطامي والمشاعلة (2007), نظرية تعلم تضاف إلى نظريات التعلم الأخرى ,بحيث تضيف استثماراً متقدماً لما يوجد لدى المتعلم من خصائص وامكانيات تفاعلية وبيولوجية وتشريحية وعصبية , بحيث ينظر الى المتعلم نظرة جديدة شاملة ونشيطة وفاعلة توضح قدرته على إدارة عقله بنفسه, ولذا تعتبر نظرية التعلم في ضوء أبحاث الدماغ من التوجهات الحديثة في القرن الحالي والتي تعتبر أن التعلم هو الوظيفة العظمة للدماغ وأن التعلم هو نتيجة نمو مادي وفعلي للدماغ فلايزال الدماغ متعلماً حتى نهاية عمر الانسان وتظل الشبكات والشجيرات العصبية تنمو كلما كانت البيئة ثرية وكلما كان الفرد يتفاعل بالطريقة مناسبة وآمنه, الأمر الذي يجعل مواقف التعلم أكثر سهولة ومرونة وعمقاً.