وصف الكتاب:
إن هذه الرسالة التي حاولت من خلالها إلقاء الأضواء علي مضمون الفن الروماني سواء من ناحية رموزه المختلفة التي إستخدمها الفنان الروماني للتعبير عن ذاته , أو من ناحية تجسيداته التي استخدم فيها في موقف ما تجسيد لشيء ما دون غيره قد أوضحت أنه خلال القرن الأول الميلادي سادت رموز النصر و السلام وما نحقق من رخاء واستقرار عم جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية , بعد أن تم إخضاع شعوب مختلفة عبر عنها الفنان بتصويره هذه الشعوب في وضع المهانة و الإذلال رمزا لسيادة روما عليها , و لم تقتصر رموز القرن الأول علي الإنتصارات و الخضوع و الهزيمة بل شاعت أيضا تيارات روحانية قد تكون مرتبطة ببداية انتشار المسيحية في الإمبراطورية الرومانية , مما انعكس في الفن عن طريق الإهتمام بتصوير رموز متعلقة بالعالم الآخر مثل تصوير ايروس و بسيخي للرمز و للروح , أما في مجال الفن الشعبي فإن الرمزية انعكست من خلال تصوير حرف يدوية علي الآثار للرمز لرغبة المتوفي في مزاولة عمله في العالم الآخر . استمر أيضا الفن الروماني خلال القرن الثاني الميلادي في تقديم صور الإنتصارات التي لم تقتصر علي مناظر الإحتفال بتلك الإنتصارات , ولكن تضمنت مشاهد تاريخية ليلك المعارك و لعل أشهر تلك المشاهد هي تلك المصورة علي عمود تراجان , كما صورت مناظر تعبر عن إصلاحات الإمبراطور الإقتصادية و الإجتماعية مثلما نجد في لوحتي تناجنيفا ودائما ما كانت العملات أكبر عون لمعرفة طبيعة و ظروف عصر محدد ولا سيما عندما تكون الأعمال الفنية الأخرى قليلة , وهذا هو ما حدث في عصر هادريان فعلي الرغم من قلة الأعمال الفنية التي ترجع لعصره قدمت العملة الدليل لتفهم أفكاره الرئيسية في إرساء السلام و الرخاء بعد الحروب المضنية التي خاضتها الإمبراطورية الرومانية في عصر تراجان لذلك كانت معظم رموز عصره رموز رخاء العالم الروماني و رموز تعبر قلعة معظم الولايات الرومانية . من التجديدات التي ظهرت أيضا خلال القرن الثاني الميلادي تصوير رمز الإتحاد بين الإمبراطور و زوجته مثل تصوير الإمبراطور انطونيوس بيوس و فاوستينا , أو بين الإمبراطور و شريكه مثل تصوير ماركوس اوريليوس و لوكيوس فيروس , كذلك استمر حتي القرن الثاني الميلادي يتقربون للآلهة عن طريق تقديم القرابين كرمز لولائهم الديني . استمر الفن الشعبي أيضا خلال القرن الثاني الميلادي في تصوير حرف يدوية للرمز الذي استوفي في القيام بحرفته غي العالم الآخر .