وصف الكتاب:
كان القرآن الكريم ولا يزال مدار العلوم الإسلامية كلها؛ بل ظل محفزا على البحث والنظر والتدبر. ويعتبر علم القراءات القرآنية من علوم القرآن الأشد ارتباطا وتعلقا بالقرآن، لكونه المدخل الأساس لترتيله وفهم آياته، والمميز لما يصح التعبد به من غيره. وبهذا العلم يعرف كيفية النطق بالكلمات القرآنية، ووجوه أدائها، اتفاقا واختلافا مع عَزْوِ كل وجه لناقله. ومن دون شك إن من يستحضر تعريفات العلماء، قدماء ومحدثين، لعلم القراءات ومجمل المباحث التي طرقوها في مصنفاتهم، سيسجل التكامل المعرفي الجلي بين هذا العلم والعلوم الشرعية واللغوية بشكل عام، وعلم الأصوات بشكل خاص؛ بوصفه العلم الذي يدرس أصوات الكلام، ويهتم بالإنجازات والتحققات الصوتية للأصوات والفونيمات، والظواهر التطريزية، فعلم القراءات وعلم التجويد علمان يشتركان في دراسة صفات الأصوات ومخارجها وتطريزها في حالة الإفراد والتركيب. وإذ أصبح التكامل المعرفي بين العلمين حقيقة وضرورة، فإن ما يغري بالبحث والنظر هو الكشف عن أوجه هذا التكامل، وبيان تجلياته ومجالات تطبيقه واستثماره؛ فالوعي بهذا التكامل وتمثله جديران بتقديم التفسير العلمي لكثير من القضايا الشائكة والدقيقة في القراءات القرآنية، وتقديم إجابات شافية لإشكالات صوتية ظلت عالقة لردح من الزمن، وذلك بالاستفادة من معطيات علم الأصوات الحديث. ورغبة في تحقيق هذه الأهداف، ينظم مركز الكندي للترجمة والتدريب بشراكة مع مؤسسة دار الحديث الحسنية بالرباط ومختبر الترجمة وتكامل المعارف المؤتمر الدولي الرابع في موضوع: “التكامل المعرفي بين علم الأصوات وعلم القراءات القرآنية “. ويعد هذا المؤتمر حلقة أخرى ضمن سلسلة المؤتمرات العلمية التي ينظمها مركز الكندي للترجمة والتدريب بمعية مختبر الترجمة وتكامل المعارف في إطار التكامل المعرفي بين علم الأصوات ومختلف العلوم والمعارف، وكان أولها التكامل المعرفي بين علم الأصوات وعلم الموسيقى وثانيها بين علم الأصوات وعلم البلاغة وثالثها بين علم الأصوات وعلم التجويد.