أساليب الشعرية المغربية المعاصرة
- سنة النشر: 01 Jan 1970.
- عدد مرات التحميل: 502882 مرّة / مرات.
- تم نشره في: الإثنين , 14 ديسمبر 2015م.
وصف الكتاب:
تحظَالتَّجربة الشّعرية المغاربية المعاصرة بما حظيت به مثيلتها المشرقية من دراسة شاملة لمختلف مستوياتها الإبداعية والجمالية ، و على الرغم من وجود بعض الدراسات العلمية -على قلتها- حاولت التعريف بهذه التجربة على غرار ما قدمه “محمد بنيس“، و “صلاح فضل“..إلا أن هذه الدراسات لم تقف عند حدود هذه التجارب -على تعددها- ، و ما تعلق بالبنية الإيقاعية على الخصوص مع وجود بعض الاستثناءات كما هو الشأن بالنسبة لِـ:“علي ملاَّحي” فيكتابيه(شعرية السبعينات) و (المجرى الأسلوبي في القصيد الجديد) ، و “فاتح علاّق” في كتابه(تحليل الخطاب الشعري) ، و “مشري بن خليفة” في كتابيه (القصيدة الحديثة في النقد العربي المعاصر) و (الشعرية العربية، مرجعياتها و إبدالاتها النصية) ، و“عبد القادر رابحي” في كتابه (النَّص و التقعيد)، و “فاطمة محمد محمود عبد الوهاب” في كتابها(في البنية الإيقاعية للقصيدة الموريتانية)، و “صلاح يوسف عبد القادر” في (العروض و الإيقاع الشعري، دراسة تحليلية تطبيقية)، و “محمد الماكري” في (الشكل و الخطاب)، و “محمد مفتاح ” في كتابه (مفاهيم موسعة لنظرية شعرية) ، إضافة إلى عدد من المتابعات النقدية خصوصا في مجلة “التبيين” ، لكل من “عبد الحميد هيمة“، و“أحمد يوسف” من الجزائر ، “مكّي الهمَّامي” و “محمد لطفي اليوسفي” من تونس، و “عبد الحميد عقّار” و ” نجيب العوفي” من المغرب. و للأمانةِ العلميّة ، فإنَّ “رقية يحياوي” أفردت مقاربة للموضوع بمجلة “التبيين” بعنوان (شعرية الإيقاع في ديوان الجاحظية، قصائد جائزة مفدي زكريا المغاربية للشعر)، حيث حاولت تقصِّي المختلف و الخفي في نصوص جزائرية /تونسية/ مغربية –كما تقول- و اللافت أنَّ كثيرا من هذه النصوص فرضت نفسها سواء من خلال الجوائز الإقليمية و العربية المتحصـّل عليها فيما بعد أو من خلالها حضورها الفعَّال على مستوى اللقاءات الأدبية المختلفة ، حيث استطاعت أن تشقّ طريقها نحو الآخر المتمثل بكل ما هومشرقي- كعامل معياري- فساهمت بذلك في إبراز المشهد الشعري المغاربي ، و إعطاء صورة تقريبية له جسَّدها “ديوان الجـاحظية” الصّادر سنة 2007م في إطار عاصمة الثقافة العربية والذي يمثل مدونة شعرية امتدت لعقدين كاملين من الزمن أفرزتها “جائزة مفدي زكريا المغاربية للشّعر” على اختلاف هذه التجارب وتعدد مشاربها، هذه الجائزة التي انطلقت أساسا سنة 1990م بجهد خاص من الروائي الجزائري ورئيس جمعية “الجاحظية”المرحوم“الطاهر وطار” رجل المهمات الثقافية والنضالية الصّعبة -كما يقول المغربيّ ” نجيبُ العوفي ” – والتي عرفت على امتداد سنواتها استقبال أكثر من ألف مشاركة من “المغرب العربي” بكل أقطاره، و تقاسم جوائزها أكثر من ستين شاعرا من “الجزائر” و ” تونس” و “المغرب” ليتوج هذا الجهد بديوان في شكل منجز شعري ييسر مهمَّة الباحثين – بعد أن تشكلت صورة ولو جزئية عن المشهد الشعري المغاربي – يساهم في تشكيل رؤيا أقرب إلى الحقيقة عن شعرية هذا الجزء من الوطن العربي الذي كان طرفا في صراع ما يُعرف بالمركز والأطراف، أو ما عبّر عنه “محمد بنيس” بالمرض المشرقي وهو ما نتج عنه شُحٌّ في الدراسات التي جعلت من هذا الحراك ينكمش على نفسه رغم الزّخم و التنوع فكانت الجائزة جواز عبور مهم لكثير من الشعراء المغاربيين الذين أثبتوا –فيما بعد- حضورهم في أكثر من جائزة على الصعيد العربي ، كما هو حاصل في “جائزة البابطين للإبداع الشعري“، و”جائزة سعاد الصباح“، و “جائزة الشارقة للإبداع“، و “جائزة دبي الثقافية“…مما يؤكد فعلا صدقية “جائزة مفدي زكريا” وبالتالي حضور النَّص المغاربي القوي بكل أطيافه و تمظهراته. إنّ هذا العمل لم يكن ليظهر لولا جهود المخلصين للإبداع والشّعر من مهتمين و باحثين و أكاديميين ، فلم تتوقف هذه الجائزة في دورة من الدورات حتى في أصعب الظروف التي عرفتها “الجزائر” من جهة، و التجاذبات السياسية السّائدة بين أقطار المغرب العربي الكبير من جهة أخرى ، فكانت “جائزة مفدي زكريا” بمثابة “فيزا” مفتوحة للنصوص المغاربية تتفاعل في كل موسم، وتنفتح على بعضها فيما يشبه الاحتفاء، وكان خاتمتها :”ديوان الجاحظية” المدونة الشعرية الوحيدة التي تؤرخ لمرحلة تتسم بالتحول و الانفتاح والتجريب بكل تمظهراته، فهذه النصوص التي ترفض أنطولوجيا التطابق، وتراوغ في الاختلاف، تتعقّب المنفلت،وتتنكر إيقاعيا بأثواب متنوعة..-كما تقول رقية يحياوي- لم تكن لترى النور في شكل “ديوان” لولا جهود “الطاهر وطار” ، و “علي ملاَّحي”، و “نجيب العوفي”، و “حسين أبي النجا” ، وغيرهم. مقدِّمة: لم تحظَالتَّجربة الشّعرية المغاربية المعاصرة بما حظيت به مثيلتها المشرقية من دراسة شاملة لمختلف مستوياتها الإبداعية والجمالية ، و على الرغم من وجود بعض الدراسات العلمية -على قلتها- حاولت التعريف بهذه التجربة على غرار ما قدمه “محمد بنيس“، و “صلاح فضل“..إلا أن هذه الدراسات لم تقف عند حدود هذه التجارب -على تعددها- ، و ما تعلق بالبنية الإيقاعية على الخصوص مع وجود بعض الاستثناءات كما هو الشأن بالنسبة لِـ:“علي ملاَّحي” فيكتابيه(شعرية السبعينات) و (المجرى الأسلوبي في القصيد الجديد) ، و “فاتح علاّق” في كتابه(تحليل الخطاب الشعري) ، و “مشري بن خليفة” في كتابيه (القصيدة الحديثة في النقد العربي المعاصر) و (الشعرية العربية، مرجعياتها و إبدالاتها النصية) ، و“عبد القادر رابحي” في كتابه (النَّص و التقعيد)، و “فاطمة محمد محمود عبد الوهاب” في كتابها(في البنية الإيقاعية للقصيدة الموريتانية)، و “صلاح يوسف عبد القادر” في (العروض و الإيقاع الشعري، دراسة تحليلية تطبيقية)، و “محمد الماكري” في (الشكل و الخطاب)، و “محمد مفتاح ” في كتابه (مفاهيم موسعة لنظرية شعرية) ، إضافة إلى عدد من المتابعات النقدية خصوصا في مجلة “التبيين” ، لكل من “عبد الحميد هيمة“، و“أحمد يوسف” من الجزائر ، “مكّي الهمَّامي” و “محمد لطفي اليوسفي” من تونس، و “عبد الحميد عقّار” و ” نجيب العوفي” من المغرب. و للأمانةِ العلميّة ، فإنَّ “رقية يحياوي” أفردت مقاربة للموضوع بمجلة “التبيين” بعنوان (شعرية الإيقاع في ديوان الجاحظية، قصائد جائزة مفدي زكريا المغاربية للشعر)، حيث حاولت تقصِّي المختلف و الخفي في نصوص جزائرية /تونسية/ مغربية –كما تقول- و اللافت أنَّ كثيرا من هذه النصوص فرضت نفسها سواء من خلال الجوائز الإقليمية و العربية المتحصـّل عليها فيما بعد أو من خلالها حضورها الفعَّال على مستوى اللقاءات الأدبية المختلفة ، حيث استطاعت أن تشقّ طريقها نحو الآخر المتمثل بكل ما هومشرقي- كعامل معياري- فساهمت بذلك في إبراز المشهد الشعري المغاربي ، و إعطاء صورة تقريبية له جسَّدها “ديوان الجـاحظية” الصّادر سنة 2007م في إطار عاصمة الثقافة العربية والذي يمثل مدونة شعرية امتدت لعقدين كاملين من الزمن أفرزتها “جائزة مفدي زكريا المغاربية للشّعر” على اختلاف هذه التجارب وتعدد مشاربها، هذه الجائزة التي انطلقت أساسا سنة 1990م بجهد خاص من الروائي الجزائري ورئيس جمعية “الجاحظية”المرحوم“الطاهر وطار” رجل المهمات الثقافية والنضالية الصّعبة -كما يقول المغربيّ ” نجيبُ العوفي ” – والتي عرفت على امتداد سنواتها استقبال أكثر من ألف مشاركة من “المغرب العربي” بكل أقطاره، و تقاسم جوائزها أكثر من ستين شاعرا من “الجزائر” و ” تونس” و “المغرب” ليتوج هذا الجهد بديوان في شكل منجز شعري ييسر مهمَّة الباحثين – بعد أن تشكلت صورة ولو جزئية عن المشهد الشعري المغاربي – يساهم في تشكيل رؤيا أقرب إلى الحقيقة عن شعرية هذا الجزء من الوطن العربي الذي كان طرفا في صراع ما يُعرف بالمركز والأطراف، أو ما عبّر عنه “محمد بنيس” بالمرض المشرقي وهو ما نتج عنه شُحٌّ في الدراسات التي جعلت من هذا الحراك ينكمش على نفسه رغم الزّخم و التنوع فكانت الجائزة جواز عبور مهم لكثير من الشعراء المغاربيين الذين أثبتوا –فيما بعد- حضورهم في أكثر من جائزة على الصعيد العربي ، كما هو حاصل في “جائزة البابطين للإبداع الشعري“، و”جائزة سعاد الصباح“، و “جائزة الشارقة للإبداع“، و “جائزة دبي الثقافية“…مما يؤكد فعلا صدقية “جائزة مفدي زكريا” وبالتالي حضور النَّص المغاربي القوي بكل أطيافه و تمظهراته.
