وصف الكتاب:
ما زلتُ أرى أن المشكلة الأكبر فى فوضى الكتابة الحاصلة هى نقص «ثقافة الكتابة»، بل انعدامها بالكلية تقريبًا (فى قطاعات ودور نشر ودوائر قراء لا تعد ولا تحصى!)، خصوصًا فيمن يتوهمون أنهم كتاب وروائيون! وأسارع قبل أن يتهمنى أحد بأننى أصادر على حق البشر فى الكتابة والإبداع، وأوضح أننى أقصد من يبتغون جادين إنتاج كتابة حقيقية، تبحث عن ابتكار أشكالها وتجسد رؤاها للعالم فى إبداعات فنية متميزة؛ أو كانوا من أصحاب الروايات التى تطرح رؤى عميقة للعالم فى بنية فنية متميزة، هؤلاء هم الذين أتوجه لهم بحديثى هذا وكفانا الله سوء الخطاب! مؤكد أن هناك ذائقة جديدة لقراء يؤثرون السهولة، ويميلون إلى التشويق فى سياق ينطوى على التوابل المألوفة. ولا أستغرب لو كان أصحاب هذه الذائقة من مدمنى الفيس بوك والمواقع الإلكترونية التى تعطى كمًا لا نهائيا من المعلومات والمشهيات القرائية، ولكنها لا تعطى «فكرا نقديا» ولا «معرفة أصيلة» ولا «إبداعًا حقيقيا»، ولا نوع المثقف الذى يعرف الفرق بين قراءة التسلية العابرة، وقراءة المتعة الفنية عميقة الأثر.