وصف الكتاب:
أن أختيار هذا الموضوع هو بمثابة التحدي لما يمثله من أهمية كبيرة، فالثقافة تعبير عن عملية أجتماعية تتعلق أصلاً بالإتصال والتفاعل بين أفراد المجتمع لخلق وحدة تضامنية على أسس تشكلت وتعمقت عبر قرون، ووسائل الإعلام اليوم وبالذات القنوات الفضائية تستطيع عن طريق ما تقدمه من فنون ومواد ثقافية أن تثير في نفوس المتلقين الشعور بالوجود والتوحد وتقوي الروح الجماعية والمشاعر الوطنية والإنتماء أن الثقافة هي حصيلة التفاعل بين الناس، التفاعل الواعي والإيجابي، وهي تراكمية تتجسد عبر الخبرة والممارسة، تطوّر الإنسان تقوّيه وتقوّمه وترتقي بهِ نحو الكمال الإنساني وتخلصه من رواسب وسلبيات الزمن، تصقله وتجعله أكثر إنسانية، تبعده عن مزالق التخلف وتجعله إيجابياً في الحياة (( الثقافة نور يضيء أمام الإنسان سبل الحياة، ويجعله يرى على مصباح العقل وبوعي أقرب إلى التمام، ما له وما عليه من حقوق وواجبات ولأن الثقافة نورٌ فأن الرؤية تصح في مناخها وتدق، ويثبت الوعي حق الآخر ووجوده في مقابل الأنا والتزاماتها، كذلك يضاء في صبحه درب التعامل مع لسلطة والتعرف على حدود مالها وعليها، وما تمثله وما ينبغي أن تمتثل له من واجبات، بوصفها ممثلة للجماعة وخادمة لها.