وصف الكتاب:
فإن التجديد والإبداع أمر لابد منه لمواكبة أمور الحياة وتطوراتها. وما دامت أزمة المسلم المعاصر أزمة فكر، فإن التمكين لدينما ساعده على الاستدلال والاستنباط بدقة فائقة. فمعرفة هذا العلامة بالفقه وأصوله تضاهي معرفته بالحديث، وإن كانت شهرته في الحديث قد غطت نبوغه الفقهي. وقد شهد له بذلك شيوخه وأقرانه؛ 'سئل قتيبة بن سعيد عن طلاق السكران فدخل محمد بن إسماعيل [يعني البخاري] فقال قتيبة للسائل: هذا أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن المديني قد ساقهم الله إليك وأشار إلى البخاري ولئن كان فقه الإمام البخاري الذي يتمثل في تراجم أبوابه أمرا مسلما لا يحتاج إلى بحث، فإننا نرى أن معالم منهجه الأصولي ومسلك اجتهاده من الأهمية بمكان، تستدعي تسليط الضوء عليه؛ دراسة وتحقيقا، وبحثا وتنقيبا، لتقريبه بشكل واضح إلى قراء الإمام البخاري خاصة، والمشتغلين بالسنة والفقه عامة ولهذا اخترت البحث في موضوع 'استخراج الأصول الفقهية من الجامع الصحيح للإمام البخاري'، عسى أن يكون لبنة في بناء النسق الثقافي الإسلامي. وقد دعتني مكانة الإمام البخاري العلمية؛ وإسهاماته الفعالة في إثراء العلوم الشرعية.