وصف الكتاب:
هذا الكتاب مراجعة فكرية، ليس لما هو كامن في القراءات التراثية والممارسات الفقهية فحسب، بل هو كذلك مراجعة العلواني لذاته القارئة والفاعلة في مجال التعامل مع الفكر الإسلامي انطلاقاً من قاعدة “مراجعة التراث على نور القرآن” وتحكيم القرآن في كل ما أنتجه العقل المسلم. وهو تنظير منهجي لمنهجية التعامل مع الأصول التأسيسية الممثلة في القرآن الكريم بوصفه النص المؤسس والمهيمن، ومع السنة النبوية بوصفها النص المبيّن والتطبيقي، ومع التراث الإسلامي بوصفه الحالة الاجتهادية في التعامل مع الأصول التأسيسية. وبهذا تصبح المراجعة مفهوماً حيوياً يعيد التوازن إلى العقل المسلم، ليغدو أكثر فاعلية في التفاعل الحضاري، وهو مفهوم مرتبط بالتجديد الذي يُعد مبدأ الحركة في تطوير منظومة التفكير الإسلامي. وهو قراءة نقدية لما كتبه العلواني ذاته فــهو يصف هذا التسامي النقدي بقوله “(طه العلواني) الذي كتب “أدب الاختلاف” قبل ما يقرب من أربعين عاماً قد تغيَّر، واهتدى بالقرآن الكريم إلى مواقف لم يوصّله التراث إليها، فأنا اليوم صاحب منهج أدور مع القرآن حيث دار، وألتزم بكل ما نزل على قلب محمد عليه الصلاة والسلام، ثم فاض على جوارحه منهجاً واتِّباعاً وبناءً. وهو تأسيسٌ حضاري في فقه الاختلاف، وهو يعني فقهاً في تدبير الذات المسلمة، لا سيما أن الأمة تمرّ بمرحلة من أشد مراحل تاريخها نفوراً في المشاعر، وخصومة في المذهب، وابتعاداً عن المقاصد القرآنية العليا الداعية إلى الوحدة ونبذ الخلاف. وهو في خاتمته محاولةٌ لإعادة الاعتبار لمفهوم الأمة ووحدة المرجعية اللذين ضاعا في رحى المذهبية الصغرى والكبرى.