وصف الكتاب:
لماذا ضرب الله لنا الأمثال في القرآن الكريم؟ سؤال قد يمرّ في فكر الكثير منّا، استطاع أن يُجيب عليه الشّيخ الشّعراوي في مطلع كتابه: "كما اقتضت قدرة الله سبحانه وتعالى خلق السّموات والأرض وتسخيرهما للإنسان، اقتضت رحمته أن يضرب في منهجه الأمثال، ليقرّب إلى عقولنا المحدودة ما لا تستطيع أن تصل إليه ممّا هو غيب عنها، بأمثال نعرفها ونحسّها في حياتنا". يحتوي الكتاب على الكثير من الأمثال الواردة في القرآن، مقرونة بتوضيح المعنى من وراءها، وكيفيّة تدبّره من النّاحيتين الفكريّة والعمليّة، ذلك أنّ الأمثال في القرآن ضربت لعموم النّاس، وهي تتكرّر وتقع في كلّ زمان ومكان، أبطالها بين النّاس جميعًا. وفي ذلك يقول الشّعراوي:"إذا نظرت في أي عصر فإنّك ستجد فرعون موسى في الحاكم الّذي يُريد أن يُعبد في الأرض من دون الله، وستجد قوم نوح، وقوم هود، وقوم صالح، وكل من استكبروا وعتوا في الأرض مفسدين[...]". كتاب لا بدّ من المرور به لاستنباط معاني الأمثال من وجهة أخرى، وجهة اللّغة الجميلة القريبة للعقل والقلب، الّتي يحدّثنا بها الشّعراوي، والّتي تقرّب لنا معاني حبّ الله في النّفس (مثل ابراهيم وابنه اسماعيل [ع]) عدالة الحساب ( مشيئة الله في أن يخلق الإنسان مختارًا، صالحًا للمعصية وصالحًا للتّقوى) ومعاني الغرور النّفسيّ (كمثل الّذي طوّعت له نفسه قتل أخيه)، معاني الخير والشّرّ وأهميّة الأسباب، دور الكلمة في الحياة الطّيبة منها والخبيثة ( لماذا شبّه الله الكلمة بالشّجرة؟) ومثل آدم وعيسى عليهما السّلام. كلّ ذلك وأكثر ستمرّ عليه في صفحات معدودة تودّ لو أنّها لا تنتهي