وصف الكتاب:
من الثابت تاريخيًّا أن ظاهرة إقبال الباحثين الأوربيين على دراسة اللغة العربية والتحدث بها قد انتشرت في شكل واسع وقت الحملات الصليبية خاصة، فما سر نجاح ذلك. وعندما قَدِم الصليبيُّون من الغرب الأوربِّي إلى بلاد الشام لاحتلال مدينة القدس والكثير من المدن الشاميَّة والفلسطينيَّة، والاستيطان بها طوال القرنين (12 و13م= 6 و7هـ)، كان من الطبيعي أن يعتمد المسلمون سياسة الجهاد والحروب المستمرَّة، ما أفضى إلى طردهم في النهاية. وعلى الرغم من الصراع العسكري والسياسي الطويل الذي دار بين المسلمين والصليبيِّين، كان لا بُدَّ لكلٍّ منهما من محاولة الاقتراب الإنساني والمعرفي من "الآخر"، وفي الوقت الذي نفر المسلمون من تعلُّم لغة المحتلِّ بَدَأ الصليبيُّون في تعلُّم اللغة العربيَّة لأسبابٍ عدَّة، أهمُّها: عمليَّات التفاوض السياسي، والتفاهمات المتبادلة مع السكَّان المسلمين في ما يتعلَّق بالمسائل التجاريَّة والزراعيَّة وغيرها.