وصف الكتاب:
إن الواقع يشيرنا الى أن الانسان مزدوج الشخصية وثنائي السريرة ففيه الخير وفيه الشر, فمن غلبت عليه صفة الخير يكون في منأى عن أي سلوك منحرف وهذه الازدواجية التي سنبحثها في الفصل الاول من كتابنا هذا انعكست حتى على المجتمعات الانسانية إذ لا يخلو أي مجتمع ن مظاهر ايجابية واخرى سلبية, فالمظاهر الايجابية تتمثل في الفضيلة وحب الخير والنزوع الى الحق ويشوبها شعور إنساني إزاء الاخر, أما المظاهر السلبية متنصب على رذائل الاعمال و التوق الى الشر والرذيلة و الصورتان تشكلان مجموعتين متصارعتين اذ لا يمكن انسجام الصالح مع الطالح ولا يتوافق الخير مع الشر ذلك لان مجموعة الاول ينبثق سلوكها من الفطرة التي فطر الباري تعالى عليها عباده فهي سليمة اصلا وايجابية و خيرة أما المجموعة الثانية فقد انحرفت عن فطرتها واضحت تواقة الى الشر بحكم عدم سيطرتها على نوازعها بدافع من النفس الامارة بالسوء كما في التعبير القرآني (فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلضَّلَٰلَةُ) كما جاء في صورة الاعراف - الاية 30