• بحث متقدم
وطن الغريب جبينه

وطن الغريب جبينه

  • تدمك:
  • المؤلف: أحمد حافظ
  • الناشر: دار كنعان للدراسات والنشر
  • كل الاقسام: الشعر
  • سنة النشر: 01 Jan 1970.
  • عدد مرات التحميل: 502882 مرّة / مرات.
  • تم نشره في: الإثنين , 14 ديسمبر 2015م.

وصف الكتاب:

يتيمة هذه القصائد، لأن لا أخوة لها، وحزينةٌ على قدِّ ما في الأرض من سراب.. صقيلة مصقولةٌ ومنبوشة من رمل حار ومن رائحة نساء غريبات كنَّ أمهاتنا يوماً.. ما الذي يفعله أحمد بكل هذا الهباء، حتى تبدو المساحات محروقة بهذا الشكل؟. هل يكبُّ الصور من أعلى التلة كي تستقر في قاع البحر، أم ينتشل المرارات ثم يرشها بالملح كي لا تفسد وتبقى شاهدةً وشهيدة؟. كلمات مشغولة من خيطان الريح في «باحة التنفس».. من شجرة تنام مطمئنة في الموقد، بعدما هرّبت براعمها مع الخيال!. هل كنا نحتاج كل هذا النسف كي نبني كوخاً بسيطاً ونحوّل الوطن إلى جبين؟. قصائد الصدمة، فرفطت المألوف على حجم دمار الألفة، لذلك كان على الكلمات أن تصير وحشية بعد أن غادرت الغابة المحترقة وحملت بذرة من كل صنف.. القارب مثقوب، يقول أحمد، لكن المجداف يتحرك ليغني البحارة بثقة نشيد رسوّهم في القاع.. من أين نقارب هذه القصائد.. من معجمها أم صورها؟ أم من قطارات الأسئلة وهي تصفر من دون حقائب أو مسافرين؟. فنحن أمام صياغات مفصلة على حجم الهول.. لقد كنا نحتاج هذا الرعب حتى نصحو لنمارس فتكاً أجلناه طويلاً على صعيد المكاشفات والتجرؤ والبحث فيما أمام النص قبل الانشغال بما ورائه.. إشكالية نقدية بقدر ما هي إبداعية، أرقت نصوص القصائد في هذه المجموعة وجعلت المتأمل والمنفعل سيّان.. إنهما ضدان يتآزران كي يفككا المشهد، وحتى لا يبلغ الهراء مداه المدمر بعدما تقيأت الحرب أحشاءها فوق المخيلات المغشوشة وصرنا نقرأ اليوميات كعيون للشعر.. إذن، الصياغات التي ينحتها بأناة أحمد هنا، تراهن على النقيضين العدوين والصديقين في آن، لأن الفاجعة التي حصلت لن تتشظى من دون العقل والعاطفة معاً، وربما تكون تلك الصفة من أهم ملامح قصائد هذا الديوان المكتوبة بصلابة الحكمة ورقة الشعور.. يحتاج قارىء هذه المجموعة إلى تتبع المسار بانتباه بين السطور، فالقصائد التي وصفناها باليتيمة لا تنتمي إلى ما عهدناه في عشيرة الشعر المسيطرة حالياً، بل هي تهدم المضارب وتفتح ثغرات في السواتر كي تثبت أن كوناً مختلفاً لابد أن يولد وتشخص إليه العيون.. فرغم أن الألفاظ تبدو بسيطة للوهلة الأولى إلا أن جزالتها تجبر القارىء على المضي مع الشاعر الندُّ للندّ، فهو إن تخلف عن المعجم، طارت المفاهيم من عينيه كأنه يقرأ أحجيات مكتوبة لغير عصر، وإذا ما أفلتت الصورة من مقبضه، ظهر غريباً تماماً عن النص.. القارىء بحاجة إلى تدريب كي يحترف التعامل مع هكذا نص، ونحن هنا نتوقع ولادة أسلوب باسلٍ من الكتابة على عكس الجبن المنتشر في شعر اليوم!. لا نعثر على عبارات زائدة في نصوص أحمد، لذلك استخدمنا صفة النحت، لكن هذا النحت عفوي يتصل بأصالة النص وخالقه، وتلك سمة تتطلب تواصلاً قل نظيره في المشاهدات الشعرية طيلة سنوات الحرب على أقل تقدير، صحيح أن هذه المجموعة تنتمي إلى أسلوبية الشاعر التي وصلتنا في كتبه السابقة، لكن النصال أصبحت مشحوذة بشدة في هذا الكتاب، بعدما اختمر الحدث ولعب التأمل دوره في استرجاع البانوراما الفجائعية كاملةً بأسئلتها وغضبها وضعفها ونزوعها الدائم باتجاه الأمل: لا مفر من السقوط.. فليكن إلى الأمام.. جريئة هذه الدمعة.. كحصاة راحلة على جنح شلال» يدأب أحمد على جمالية النقيضيفين، ولنتخيل حالة السقوط مع جرأة الدمعة، في مواجهة العذوبة التي تحملها الحصاة على جنح شلال؟. أو لنتخيل معنى الامتداد في صورته شفافية الحفيف مع قوة الجذور في قوله: امدد يديك في الريح، تعلّم أن ثقل الجذور، لم يمنع الأشجار من أن تسافر بحفيفها..». العمق الفكري في النص مربوط دائماً بهذيان الانفعال، وعندما يحاول الأول تسليم الدفة لبرودة العقل، يتدخل الثاني كي يرفع نسبة الخفقان في قلوب الكلمات، فيبدو المشهد من لحم ودم، كأن بخار الكلمات يتصاعد من الجمل الشهية وهي تنولد بنضال الأسلوب الفاعل والانفعالي: «أمطرت في الصيف، لأن الكلمات التي كتبت شتاء، شابها الدم..».. على هذا المنوال ينسج أحمد عريَ المعاني، كأنه يجرح ويداوي في آن معاً: اقرأ لي ما ترسب في فنجان القهوة الذي استعان به سعاده على ضباب الفجر في الرملة البيضاء أكشف لك طالع الرافدين من أكف السبايا الخامشة هواء الجزيرة!». ربما كان لاشتغال الشاعر في الطب، أثره التشريحي على القصيدة لديه، فهو يلمّ بالصورة القضية من كل جوانبها ولا يتركها مبتورة الأذرع أو احتمالية التأويل، إنه ميال دائماً إلى تحديد الفحوى وإيصال النص إلى الشط، كي لا يضل الشراع وجهته في الريح فتغرق السفينة التي حرص على انتشالها من القاع!.

site.similarbooks

شاهد المزيد
الشعر والوطنية في لبنان والبلاد العربية من مطلع النهضة إلى عام 1939
الشعر والوطنية في لبنان والبلاد العربية من مطلع النهضة إلى عام 1939
  • تدمك:
  • المؤلف: وليم الخازن
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: الأدب العربي, الشعر
النسخة الورقية 51.00 AED
المؤثرات الأجنبية في الشعر العربي المعاصر
المؤثرات الأجنبية في الشعر العربي المعاصر
  • تدمك:
  • المؤلف: يوسف حلاوي
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: الشعر
النسخة الورقية 29.00 AED
الشعر العربي في المهجر الأميركي
الشعر العربي في المهجر الأميركي
  • تدمك:
  • المؤلف: وديع ديب
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: الشعر
النسخة الورقية 25.00 AED
ورد وشوك
ورد وشوك
  • تدمك:
  • المؤلف: مارون كرم
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: الأدب العربي, الشعر
النسخة الورقية 29.00 AED
الشابي : شاعر الحب والحياة
الشابي : شاعر الحب والحياة
  • تدمك:
  • المؤلف: عمر فروخ
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: الشعر
النسخة الورقية 25.00 AED
المتنبي : شاعر العرب
المتنبي : شاعر العرب
  • تدمك:
  • المؤلف: Null
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: التراجم والأنساب والشارات, الشعر
النسخة الورقية 11.00 AED
حسان بن ثابت الأنصاري : شاعر الإسلام
حسان بن ثابت الأنصاري : شاعر الإسلام
  • تدمك:
  • المؤلف: ربيعة بديع أبي فاضل
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: التراجم والأنساب والشارات, الشعر
النسخة الورقية 22.00 AED
إمرأة حائرة
إمرأة حائرة
  • تدمك:
  • المؤلف: نجاة أحمد حجازي
  • الناشر: دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر
  • كل الاقسام: الشعر
النسخة الورقية 12.00 AED
آخر الليل
آخر الليل
  • تدمك:
  • المؤلف: محمود درويش
  • الناشر: دار العودة
  • كل الاقسام: الأدب العربي, الشعر
النسخة الورقية 12.00 AED
بكائيات من مراثي أرميا
بكائيات من مراثي أرميا
  • تدمك:
  • المؤلف: كمال أبو ديب
  • الناشر: دار العودة
  • كل الاقسام: الأدب العربي, الشعر
النسخة الورقية 15.00 AED
القائمة البريدية

اشترك الان في النشرة الاٍخبارية و ترقب استقبال افضل عروضنا علي بريدك الاٍلكتروني

قائمة الكتب

جميع الحقوق محفوظة © 2020