وصف الكتاب:
في مقدمته عن الكتاب كتب د. شوكت ( هذه لوحاتٌ من واقع حياتنا فيما سلف من زمن، ،، ولم يكن يخطر ببالي وأنا أرسم هذه اللوحات، جنسٌ أدبي كالقصة أو غيرها، لأنني أردتُ أن أُفرغ رئتيّ من قيود الكتابة التي تتموضع تحت نوع أدبي معين ، لأتنفس بحرية وأنا أنتقي ألواني وأحرك فرشاتي، لقد عمدت إلى استجماع طاقتي بعيداً عن التفكير في الحبكة والشخوص والدراما، لأقطّـر عرق الفلاحين في زجاجات من كلمات... وقبل أن أنتهي أودّ أن أشير إلى أنّ أدب الطفل لا ينحصر في نوع أو جنس بعينه من أجناس الإبداع، كما هو الحال في أدب الكبار، ،،،، فأطفالنا هم رجال الغد ومن حقهم علينا أن نساهم في تنشئتهم بما يحافظ على سلامة العلاقة التي تربطهم بمجتمعهم) توضح الكلمة التي قدم بها الدكتور شوكت، الاتجاه الذي سار فيه عندما بدأ يكتب للطفل، فهو لم يقيد نفسه بلون معين ، ولم يقيد نفسه بجنس معين ، ولم يجعل عناصر القصة المألوفة حائلاً بينه وبين ما يريد أن يقوله للأطفال، دون شروط، يريد أن ينقل إليهم مشاعره ورؤيته كواع ٍ ومـرب ٍ ومهتـم ٍ بشأن مستقبلهم.. فكتب الحكاية الأولى بعنوان – شذا العَـرف – وصف فيها الخريف كأننا نراه ونعيشه ، وحثّ على طلب العمل وقدّم العصفور مثالاً يحتذى ، وظهرت الألوان في كلماته ، فكأنه يحمل ريشة رسام راح يرسم الخريف صباحاً ومساءً، ثم رسم صورة السماء في ليل الخريف ، حيث تلوح النجوم تتراقص خلف السحب، فيحلو السهر في الحاكورة على ضوْء القمر.. وأجرى حواراً بين الأب وابنه حول ما يجب عليهما عمله ، استعداداً لفصل الشتاء.. استخدم الدكتور شوكت كلمات كادت تندثر من قاموس أبنائنا : الحاكورة ، وعزق الأرض ونكشها ومشطها وسكة المحراث ، ولون التربة الأسمر الذي يدل على الخصب. وانتهى إلى مبتغاه حين قال: الأرض.. الكل يحبها، تربة تعطي وتعطي وتعطي ... لمن يعطي ويعطي ويعطي.