وصف الكتاب:
جاء في مقدمته: كان ابن الحاجب، عثمان بن عمر، جمال الدين (570 – 646 هـ) من أكابر علماء العربية في عصره، الذي حفل بجمهرة منهم، وربما كوكبتهم هو، وابن عصفور علي بن مؤمن (المتوفى سنة 669 هـ). الذي كانت له مذاهب (آراء) بارعة في درس النحو، مما عُدّ من العلماء المجتهدين فيه. ومن مؤلفات ابن الحاجب، (الكافية والشافية) وقد استغرق فيهما أبواب العربية على نحو فريد جعلهما عدة الدارسين، إذ أفرغ في ثناياهما ثمرة تحصيله العلمي، وهو بناء على أسس الفقه والأصول والمنطق، فضلاً عن كتب النحو والتصريف وفقه اللغة... وهذا بيّن في كل حرف من حروفهما... ورفَدَه ذهن وقّاد، مما جعله معدوداً من (أذكياء العالم) كما ذكر الجلال السيوطي. ولأجل هذه المكانة العلميّة لهما، عُنيَ النُّحاة بهما شرحاً وتفسيراً، أو تحشية وتعليقاً. ومن هذه التعليقات، حاشية السيد عزالدين محمد بن عزالدين صلاح بن الحسن بن أمير المؤمنين الحَسَني المتوفى سنة 973 هـ من أعلام الفقاهة والعربية في اليمن. وحاشيته هذه: «مصباح الراغب ومفتاح حقائق المآرب» عرفت باسم: «شرح الكافية – أو حاشية على الكافية». والحواشي تضم فوائد عظيمة، منها ما كان تفسيرا أو تعليقاً أو نقداً للمتن الذي حشيت عليه، لذلك يجب العناية بهذه الحواشي، وإن كان منها ما هو تكرير وإعادة لمادة المتن. و(مصباح الراغب) للعز المؤيدي الحسني، يقف في طليعة حواشي العربية، وهي من آلة الدرس عند طلبة العلوم العربية، إذ أن سَمْتها وأسلوبها يفصحان عن هذا الغرض. نسقَها في أسلوب تعليمي، ينحو منحى السهولة وتقديم المعرفة للطلاب بأخصر السبل وأيسرها. ومن الرائع المفيد، أن تنهد إلى تحقيق «المصباح» ودراسته، باحثة فاضلة من اليمن أيضاً وشَجَت بينها وبين المؤلف العز المؤيدي، وشائج النسب والوطن، إذ هي حسنية العيص. وهذه الباحثة هي الدكتورة السيدة أمة السلام علي الشامي، أول امرأة تحصل على «الدكتوراه» في العربية من جامعات القطر العراقي، بموضوع يكمل مسيرتها العلمية في دراسة النحو عند ابن الحاجب. وأتوقع أن تكون من المتخصصين البارعين في دراسة (الفكر النحوي عند ابن الحاحب). وهذا أمر يتطلب التنبه إلى أن المرأة العربية في اليمن، دخلت حقول المعرفة العربية كافة، وتقف مع أخوانها على صعيد البحث اللغوي في أقطار العرب.. على الرغم من قلة المتخصصات في الدراسات النحوية أو اللغوية.. فعددهن في كل قطر لا يجاوز عدد أصابع اليد الواحدة عدّاً، وربما تعدّاها بقليل.. اللهم إلا أن هناك باحثات ما زلْنَ في سُلّم التحصيل واستكمال الأداة.. ومن قبيل الاعتراف بالحق، أقول: إن الدكتورة أمة السلام باحثة جادة، سليمة الأسلوب، فصيحة، مشرقة البيان في تركيب الكلام، كما ضمت إلى هذه الخصال، خِصْلة الجد والصرامة في البحث والتتبع، وهذا سَمْتٌ يشيع في النّفس القبول والمسَرّة.. وعليه، فإنني أراها تكون في قابل الزمن – إن شاء الله – من الباحثات اللامعات في حقل الدراسات النحوية في الوطن العربي... وتهنئتي لها وللدرس النحوي، هذا الجهد المبارك الذي تنشره لأول مرة، خدمة للعربية ولطلاب الدراسات اللغوية...