وصف الكتاب:
كان الناس متفرّقين فبعث الله نبيّه محمّداً فوحّدهم على دين الحقّ، وكانوا مشتّتين فجمعهم على صراط الهدى، ولم يزل فيهم يدعوهم إلى سبيل الرشاد، ويُنقذ مَن ضلّ من العباد، حتّى أعلى الله كلمته وهي العليا، وثبّت دينه وهو الثابت، واختار سبحانه وتعالى لنبيّه أنْ يُسكنه فسيح جنانه، ويُبلّغه رضوانه، فدعاه إليه بعد أن بلّغ رسالته، وأكمل الله دينه، وأتمّ نعمته، ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾لكن شُقّت عصا الوحدة، وانفصمت العروة، فصار لكلِّ جماعة مذهباً، ولكلِّ ثلّة ملّة، وتفرّقوا في الأصقاع، وكلٌّ يجعل القرآن مرجعاً وحكماً، والنبيَّ صلى الله عليه واله وسلم سنداً وعضداً، وأخذت تكثر الآراء، وتتشعّب المعتقدات. فكثُرت المذاهب، وتعدّدت الملل، وكلٌّ يجتمع تحت لواء الإسلام ويفخر به، ويقرأ القرآن وينهل منه، وما زال الكثير من هذه الفِرَق إلى يومنا الحاضر، وما انقرض منها ما زال هو المنشأ لكثيرٍ من الحاضر.وقد نبّأنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بانقسام المسلمين كما روي عنه صلى الله عليه واله وسلم : 'افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، سبعون فرقة في النار وفرقة واحدة في الجنّة وهي الّتي اتبعت وصيّه، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة فإحدى وسبعون فرقة في النار وفرقة واحدة في الجنّة وهي الّتي اتبعت وصيّه، وستفترق أمّتي على ثلاث وسبعين فرقة اثنتان وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنّة .