وصف الكتاب:
خلق الله تبارك وتعالى السموات والأرض، ثم خلق الملائكة والجن، وكان خلق كل منهم على النحو التالي: الملائكة من النور، الجن من مارج من نار، والملائكة لا يعصون الله، بل يفعلون ما يأمرهم به ويسبحون بحمده. بينما الجن ركّب فيهم سبحانه، ما ركّب في الإنسان من غرائز وشهوات، وجعلهم ذكوراً وإناثاً. وكان على رأس الجن إبليس الذي أخلص العبادة لله حتى رفعه إلى مصاف الملائكة. وأراد الله أن يجعل في الأرض خليفة، يعمرها ويقوم بعبادته وتوحيده. وأخبر الملائكة الكرام بذلك، وظنوا أن الإنسان لا يمكنه أن يعمر الأرض إذا ركبت فيه غرائز وشهوات، بل إنه سيفسد فيها ويسفك الدماء. وكان الملائكة يظنون أنهم أحق مخلوقات الله لهذه الخلافة، لأنهم لا يفعلون شيئاً إلا التسبيح والتقديس لله. لكن الله أعلمهم أنه سيستخلق مخلوقاً آخر. وهكذا حجب سر حكمته عن الملائكة الكرام وهم أقرب خلقه إليه، وتوجهت منايته سبحانه إلى التراب الذي جبل منه آدم، وجعله بشراً وجعله مظهراً لأسرار قدرته وحكمته وعلمه الواسع. فأفاض عليه من العلم والمعرفة ما جعل الملائكة المقربين يقرون بالعجز عن إدراكه. من هنا بدأت قصة خلق الإنسان التي رواها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز كما وروى العديد من القصص التي تقص قصص بعض الأنبياء والمرسلين الذين ذكروا في القرآن الكريم. والكتاب الذي بين يدينا يأتي في هذا الإطار وهو يضم قصصاً من وحي القرآن جمعت لتكون عبرة يقف عندها المسلم ليتفكر بها، ولينتهج نهج الأنبياء والصالحين، وبتشبه بهم وبأخلاقهم التي وضحتها تلك القصص.